عن النَّبِيُّ(صلى الله عليه وآله): «خَلَّتَانِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهِمَا مَفْتُونٌ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ»[1].
إذا لم تستثمر أوقات الفراغ في شيء مفيد، فالنتيجة إما أن تضيع هدراً، وإما أن تهدر في أشياء ضارّة سيئة، مما يربك حياة الإنسان ويملؤها مللاً وسأماً، وشعوراً بالعجز في الدنيا، ولا يكون في حال محمودة يوم القيامة.
لذلك ينبغي لكل إنسان أن لا يهمل أوقات فراغه حتى لا يشعر بشعور سيّء تجاه الحياة، والكثير من الشباب، وخصوصاً في سن المراهقة - يصعب عليهم استغلال أوقات فراغهم، وأغلب الشباب في هذا السن يقضون أوقات فراغهم في عمل أشياء غير مفيدة، كالجلوس في المقاهي لساعات من الليل، والسمر مع الأصدقاء بلا فائدة تذكر غير قضاء الوقت بالعبث واللعب.
الوقت من المتغيرات الحياتية الثمينة جدًا، وهو لا يهتم للإنسان كيف يكون، وماذا وكيف ينتفع من حياته، بل الإنسان هو الذي ينبغي أن يدرس حياته جيداً، ويضع لنفسه برنامجاً وخطة لاستثمار كل معطيات الحياة ومنها الوقت، فإنه عندما يجعل أوقات الفراغ أوقاتاً منتجة، ولها فوائد كثيرة، فإنه سيطرد الشهور بالعجز والملل من نفسه، ويزرع بدلها الشعور بالثقة بالنفس عالية، فإن ذلك له الدور في رفع معنويات الإنسان، وتساعده في أن يكتشف هواياته، والأنشطة التي تلائمه، والتي يفضل القيام بها.
كما أن الوقت يجعل شخصية الإنسان تظهر له بكل إمكاناتها، فيقوم بتطويرها واستخلاص معطياتها بشكل ناجح، ويتعلم الإنسان مهارات مختلفة، تساعده في نمو الذات بطريقة إيجابية، تعمل على إظهار التحدي الحقيقي للحياة لدى الشخص.
كما يساعد استثمار الوقت وتنظيمه في أن يجد كل منا الوقت الكافي للعمل والاستراحة بطريقة منتظمة، والمشاركة في الأنشطة الجماعية مع من يعيش معه في المجتمع، مما له دخل في تحسين من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتجديد الحيوية والنشاط، لكي يستطيع كل فرد مواصلة عمله بالشكل الصحيح المنتج.
كيفية الاستفادة من وقت الفراغ:
يمكن للشباب استغلال أوقات فراغهم في ممارسة أنشطة كثيرة ومنها:
1- استثمار وقت الفراغ في قراءة بعض الكتب، لكي يتعرف الشاب على ثقافات المجتمعات ويحصل على معلومات جديدة وقيمة.
2- أن يستغل هذا الوقت في اكتساب معلومات ومعارف في خدمة الناس والمجتمع والدين.
3- استغلال الوقت في التعرف وإيجاد فنون التعامل مع الآخرين، وكيفية اختيار الكلمات المناسبة.
4- أن يقوم بمشاهدة الأفلام المفيدة، مثل الأفلام التاريخية والدينية.
5- أن يستغل وقته في مساعدة المحتاجين من كبار السن وغيرهم.
6- أن يستغل وقت فراغه في القيام بزيارة الأقارب.
7- أن يستغل هذا الوقت في القيام بالأعمال المنزلية كمساعدة للأسرة.
8- أن يقوم بالذهاب لدور العبادة للاستفادة وللصلاة والذكر وتلاوة القرآن وغيرها.
9- أن يقوم بممارسة الأنشطة الرياضية التي تكون يومياً.
10- أن يستغل وقته في قراءة المجلات والصحف الإخبارية والتعليمية، لزيادة حصيلته من المعلومات وتثقيفه.
11- بزيارة المتاحف والأماكن الأثرية، أو جمع الكتب العلمية القيمة.
12- يقوم بقضاء الوقت في رحلات مع الأصدقاء أو العائلة كنوع من الترفيه.
13- أن يقضي وقت فراغه في ممارسة هوايات كممارسة رياضة الجري، ولعب الكرة بأنواعها، والسباحة، وركوب الدرجات الهوائية، وغيرها من الهوايات المفيدة جدًا لصحة وجسد الإنسان.
14- قيامه بالتدريب على مهنة صناعية، أمر يجعل الشخص لديه مهارات يحتاجها في حياته اليومية، يقوم بالمشاركة في الرحلات العلمية، ومعسكرات التدريب، التي تكون جماعية وهي لها فوائد كثيرة.
15- يقوم بأخذ بعض الدورات التدريبية، التي تجعل الشخص لديه مخزون علمي وثقافي كبير.
يلتحق ويشارك في الدورات التي تخص التقنيات الحديثة، مثل التدريب على استخدام الحاسب الآلي، وبرامج كثيرة وغيره.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (60)