آداب حلق الرأس واللحية.. وتقليم الأظافر.. وتنظيف الفم

إن كل ما حول الإنسان يدفعه أن يكون منظماً في حياته، مرتباً في حركاته، متقناً لواجباته ومستحباته، صادقاً ومحسناً في تعاملاته، وفياً في أخذه وعطائه...

ومن ينظر إلى توجيهات الإسلام وتشريعاته وأحكامه يجد أنه دين منظّمٌ في جميع شؤونه، يأمر بالنظام ويهتم به في كل جوانب الحياة، ومن تلك النظم والآداب آداب الحلاقة وتقليم الأظافر... وهنا نحاول أن نوجز بعض الآداب من خلال ما يلي:

1. يستحب حلق الرأس كل أسبوع ويستحب غسله بالماء بعد حلقه، وأن يبدأ بالحلاقة من الناصية إلى العظمين، وليقل: (بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله(صلّى الله عليه وآله) اللهم أعطني بكل شعرة نوراً يوم القيامة)، وإذا فرغ فليقل: (اللهم زيّني بالتقوى وجنّبني الردى).

2. يستحب حلق رأس الولد بعد سبعة أيام من ميلاده، والتصدّق بزنة الشعر فضة.

3. يستحب إزالة شعر الإبطين وشعر العانة للرجل والمرأة في كل أسبوع مرة وإن لم يتمكن فكل خمسة عشر يوماً ولا يتركه أكثر من شهر وقيل أكثر من أربعين يوماً.

4. يستحب قص الشارب والأخذ منه إلى منبت الشعر ويكره إطالته، ويستحب الأخذ منه يوم الجمعة، وعند الأخذ من الشارب يقول: (بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله(صلّى الله عليه وآله).

5. يستحب تقليم الأظافر كل جمعة وفي يوم الخميس والاثنين فإن لها أثار مفيدة، ويبدأ بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى.

6. يستحب أن يُدفن الشعر والأظافر في التراب.

7. يكره نتف الشيب ولا بأس في جزّه، فعن النبي الأكرم(صلّى الله عليه وآله): (الشيب نور، فلا تنتفوه)[1].

8. يكره حلق موضع من الرأس وترك موضع، فقد روي أنه أُتي النبي(صلّى الله عليه وآله)
بصبي ليدعو له، وله قنازع، فأبى أن يدعو له وأمر بحلق رأسه[2].

9. يستحب الخضاب (الصبغ) بالحناء أو بالسّواد للشيب الذي على اللحية والرأس، فقد جاء رجل إلى النبي(صلّى الله عليه وآله) فنظر الشيب في لحيته فقال النبي: (نور، من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)، قال: فخضب الرجل بالحناء ثم جاء إلى النبي(صلّى الله عليه وآله): فلما رأى الخضاب قال: (نور وإسلام)، فخضّب الرجل بالسواد فقال النبي(صلّى الله عليه وآله): (نور وإسلام وإيمان، ومحبة إلى نسائكم، ورهبة في قلوب عدوكم)[3].

10. تنظيف الفم في كل يوم خصوصاً الأسنان، فعن النبي(صلّى الله عليه وآله): (أفواهكم طرق من طرق ربكم فنظّفوها)[4].

وعنه(عليه السلام): (نظفوا طريق القرآن، قيل: يا رسول الله، وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم، قيل بماذا؟ قال: بالسواك)[5].

وعنه(صلّى الله عليه وآله): (أفواهكم طريق من طرق ربكم، فأحبّها إلى الله أطيبها ريحاً، فطيّبوها بما قدرتم عليه)[6].

وفي وصيّة النبي(صلّى الله عليه وآله): لعلي(عليه السلام): (عليك بالسواك لكل صلاة)[7].

وروي: (ركعتين بسواك أحب إلى الله عزوجل من سبعين ركعة بغير سواك)[8].

11. الدعاء عند استعمال السواك: (اللهم ارزقني حلاوة نعمتك وأذقني برد روحك، وأطلق لساني بمناجاتك، وقربني منك مجلساً، وارفع ذكري في الأولين، اللهم يا خير من سئل، وأجود من أعطى، حولنا مما تكره إلى ما تحب وترضى، وإن كانت القلوب قاسية، وإن كانت الأعين جامدة، وإن كنا أولى بالعذاب فأنت أولى بالمغفرة، اللهم أحيني في عافية، وأمتني في عافية)[9].

 


[1]     بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج73، ص107.

[2]     مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي: ص58.

[3]     بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج73، ص100.

[4]     بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج73، ص130.

[5]     المصدر السابق: ج73، ص128.

[6]     المصدر السابق: ج73، ص131.

[7]     المصدر السابق: ج73، ص132.

[8]     المصدر السابق: ج73، ص129.

[9]     المصدر السابق: ج73، ص139.