من المؤسف حقا أن يعدل المسلمون أكثرهم اليوم عن التاريخ الإسلامي الهجري إلى التأريخ الميلادي الذي لا يمتُّ إلى دينهم بصلة، فتأريخ أية أمة هو رمز وشعار لها وله دلالات تحمل معاني الاعتزاز بأيام هذا التأريخ، ولذلك نجد أن اليهود عظموا زمن موسى(عليه السلام) فأرّخوا أحداثهم من زمن نبوته، والنصارى عظموا ميلاد عيسى(عليه السلام) فأرّخوا أحداثهم من زمن ميلاده، وكل أمة من الأمم تحرص على التمسك بالتأريخ الذي له صلة بمعتقداتها وحضارتها...، وعندما تكون الأمة مغلوبة، متأثرة، بغيرها فإنها تعتمد على تأريخ غيرها من الأمم، ولذلك فإن على المسلمين التمسك بالتأريخ الهجري، إذ أن التمسّك به في الحقيقة تمسّك بجزء من خصائص الشخصية الإسلامية.. ولأنَّ التأريـخ الهجـري تأريـخ مرتبـط بالديـن الإسلامي، فالأشـهر القمريـة مواقيت للناس، والحج، والصوم، وعِـدَّة الطـلاق، ومُـدَّة الحِـدَاد، والأشهر الحرم، كما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾[1].
وقـال سبحانه: ﴿هُـوَ الَّـذِي جَعَـلَ الشَّـمْسَ ضِيَـاءً وَالْقَمَـرَ نُـوراً وَقَـدَّرَهُ مَنَـازِلَ لِتَعْلَمُـواْ عَـدَدَ السِّـنِينَ وَالْحِسَـابَ﴾[2].
وقل عزوجل: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ﴾[3].
إن مـن أكبـر الجنايـات علـى الهويـة الإسـلامية أن يسـتبدل بتأريخهـا الدينـي تأريخًـا أجنبيًّـا عـن دينهـا وثقافتهـا، بـل ذلـك امتـداد لطمـس هـذه الهويـة، والارتمـاء فـي أحضـان التبعيـة.
فينبغي الاعتـزاز بالثوابـت والموروثـات الدينيـة والثقافيـة - والتـي منهـا التأريـخ الهجـري - إبقـاء علـى كيـان الأمـة، ولا بد من الالتفات إلى ما يلي:
1. يلزم إحياء السنة القمرية والتاريخ الهجري، فإن ذلك مما يساهم على المحافظة على الإسلام وتوحيد كلمته، وذلك من خلال التعامل بالتأريخ الهجري في كل مؤسسات المجتمع الإسلامي، التعليمية، والاقتصادية، والإعلامية، وغيرها.
2. إحياء المناسبات الدينية المهمة في المساجد والحسينيات والبيوت والأماكن العامة، مثل أيام مواليد ووفيات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) والعظماء الذين خدموا الإسلام، والمناسبات الأخرى، كعيد الغدير، والفطر، والأضحى، وأيام عاشوراء وغيرها.
3. الإلتزام والتقيد قدر الإمكان بما ورد عن أئمتنا(عليهم السلام) فيما يخص أيام الشهر فعن الإمام الصادق(عليه السلام):
أول يوم من الشهر: سعد يصلح للقاء الأمراء، وطلب الحوائج، والشراء، والبيع، والزراعة، والسفر.
الثاني منه: يصلح للسفر، وطلب الحوائج.
الثالث منه: ردئ لا يصلح لشئ جملة.
الرابع منه: صالح للتزويج، ويكره السفر فيه.
الخامس منه: ردئ نحس.
السادس منه: مبارك، يصلح للتزويج، وطلب الحوائج.
السابع منه: مبارك، مختار، يصلح لكل ما يراد ويسعى فيه.
الثامن منه: يصلح لكل حاجة سوى السفر، فإنه يكره فيه.
التاسع منه: مبارك، يصلح لكل ما يريده الإنسان، ومن سافر فيه رزق مالاً، ويرى في سفره كل خير.
العاشر: صالح لكل حاجة سوى الدخول على السلطان. ومن فرّ فيه من السلطان أُخذ، ومن ضلّت له ضالة وجدها. وهو جيد للشراء والبيع، ومن مرض فيه برئ.
الحادي عشر: يصلح للشراء والبيع، ولجميع الحوائج، وللسفر، ما خلا الدخول على السلطان. وإن التواري فيه يصلح.
الثاني عشر: يوم صالح مبارك، فاطلبوا فيه حوائجكم، واسعوا لها، فإنها تقضى.
الثالث عشر: يوم نحس مستمر، فاتقوا فيه جميع الأعمال.
الرابع عشر: جيد للحوائج ولكل عمل.
الخامس عشر: صالح لكل حاجة تريدها، فاطلبوا فيه حوائجكم، فإنها تقضى.
السادس عشر: ردئ، مذموم لكل شئ.
السابع عشر: صالح مختار، فاطلبوا فيه ما شئتم، وتزوجوا، وبيعوا واشتروا، وازرعوا، وابنوا، وادخلوا على السلطان في حوائجكم فإنها تقضى.
الثامن عشر: مختار، صالح للسفر، وطلب الحوائج، ومن خاصم فيه عدوه خصمه وغلبه، وظفر به بقدرة الله.
التاسع عشر: مختار، صالح لكل عمل، ومن ولد فيه يكون مباركاً.
العشرون: جيد، مختار للحوائج، والسفر، والبناء، والغرس، والعرس، والدخول على السلطان، يوم مبارك بمشية الله.
الحادي والعشرون: يوم نحس مستمر.
الثاني والعشرون: مختار، صالح للشراء والبيع، ولقاء السلطان، والسفر، والصدقة.
الثالث والعشرون: مختار، جيد، خاصة للتزويج والتجارات كلها، والدخول على السلطان.
الرابع والعشرون: يوم نحس مشئوم.
الخامس والعشرون: ردئ، مذموم، يحذر فيه من كل شئ.
السادس والعشرون: صالح لكل حاجة سوى التزويج والسفر. وعليكم بالصدقة فيه، فإنكم تنتفعون به.
السابع والعشرون: جيد، مختار للحوائج، ولكل ما يراد، ولقاء السلطان.
الثامن والعشرون: ممزوج.
التاسع والعشرون: مختار، جيد لكل حاجة ما خلا الكاتب، فإنه يكره له ذلك، ولا أرى له أن يسعى في حاجة إن قدر على ذلك، ومن مرض فيه برئ سريعاً. ومن سافر فيه أصاب مالاً كثيراً.
الثلاثون: مختار، جيد لكل شيء، ولكل حاجة، من شراء، وبيع، وزرع،
وتزويج. ومن مرض فيه برئ سريعاً. ومن ولد فيه يكون حليماً مباركاً، ويرتفع أمره، ويكون صادق اللسان، صاحب وفاء[4].
آداب التعامل مع أيام الأسبوع وما ينبغي العمل فيها:
يوم السبت:
1. صلاة ليلة السبت: أربع ركعات، في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد سبع مرات.
2. صلاة يوم السبت: أربع ركعات، في كل ركعة يقرأ الحمد والتوحيد وآية الكرسي.
3. زيارة النبي(صلّى الله عليه وآله) هذا اليوم.
4. زيارة القبور: يستحب صباحاً.
يوم الأحد:
1. صلاة ليلة الأحد: ست ركعات، في كل ركعة يقرأ الحمد مرة والتوحيد سبع مرات.
2. صلاة يوم الأحد: أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة الملك مرة.
3. الزيارة: زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام) والسيدة الزهراء(عليها السلام) هذا اليوم.
يوم الاثنين:
1. صلاة ليلة الاثنين: ركعتان، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي والتوحيد والمعوذتين مرة.
2. صلاة يوم الاثنين: عشرة ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، والتوحيد عشر مرات.
3. الصيام: يستحب في هذا اليوم.
4. الزيارة: زيارة الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام) في هذا اليوم.
يوم الثلاثاء:
1. صلاة ليلة الثلاثاء: ركعتان يقرأ، في الركعة الأولى الحمد وسورة القدر، وفي الركعة الثانية، الحمد مرة، والتوحيد سبع مرات.
2. صلاة يوم الثلاثاء: ست ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وآية (285 و286) من سورة البقرة، وسورة الزلزلة مرة واحدة.
3. الزيارة: زيارة الإمام السجاد، والباقر، والصادق(عليهم السلام)، في هذا اليوم.
يوم الأربعاء:
1. صلاة ليلة الأربعاء: ركعتان، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وآية الكرسي، وسورة القدر، وسورة النصر مرة واحدة، وسورة التوحيد ثلاث مرات.
2. صلاة يوم الأربعاء: أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة والتوحيد والقدر مرة.
3. الزيارة: زيارة الإمام الكاظم، والرضا، والجواد، والهادي(عليهم السلام)، في هذا اليوم.
يوم الخميس:
1. صلاة ليلة الخميس: ست ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وآية الكرسي، وسورة الكافرون مرة، والتوحيد ثلاث مرات.
2. صلاة يوم الخميس: عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وسورة التوحيد عشر مرات.
3. يستحب قراءة سورة (هل أتى) بعد الحمد من الركعة الأولى لصلاة الصبح.
4. الصلاة على النبي وآله (ألف مرة).
5. يستحب فيه الصوم.
6. القرآن: يستحب قراءة سورة المائدة، الإسراء، الكهف، الطواسين الثلاث، سجدة، لقمان، ص، حم السجدة، حم الدخان، الواقعة.
7. لطلب الحاجة: يباكر بطلبها هذا اليوم ويقرأ: الحمد، والمعوذتين، والتوحيد، والقدر، وآية الكرسي، والخمس آيات من آخر سورة آل عمران، ويدعو لقضاء حاجته.
8. الزيارة: زيارة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) في هذا اليوم.
9. زيارة القبور: عصراً.
ليلة الجمعة:
1. صلاة ليلة الجمعة: ركعتان، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، والتوحيد سبعين مرة.
2. الصلاة على النبي وآله، والإكثار من الصلوات.
3. إحياء الليل: يستحب إحياء هذه الليلة بالدعاء والصلاة والتعلم.
4. القرآن: يستحب قراءة سورة الأحقاف، الطور، الكهف، الإسراء، الطواسين الثلاث، ص، حم السجدة حم الدخان والجمعة، القمر.
5. دعاء: أدعية كثيرة منها (دعاء كميل)، و(دعاء اللهم من تعبأ وتهيأ)، و(دعاء اللهم يا شاهد كل نجوى).
6. الصدقة: تستحب الصدقة هذه الليلة.
يوم الجمعة:
1. صلاة يوم الجمعة: يصلي ركعتين بين صلاة الظهر والعصر، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وسبع مرات سورة التوحيد.
2. القرآن: قراءة سورة الأحقاف، المؤمنون، النساء، هود، الكهف، الصافات، الرحمن، قراءة سورة القدر 100 مرة بعد العصر، وسورة التوحيد 100 مرة بعد صلاة الصبح.
3. الصلاة على النبي وآله (ألف مرة).
4. دعاء: أدعية كثيرة منها دعاء (الندبة صباحاً) ودعاء: (يا من يرحم من لا يرحمه العباد)، ودعاء (زمن الغيبة بعد العصر) وكذلك دعاء (العشرات)، ودعاء (السمات قبل الغروب)، ودعاء (مكارم الأخلاق)، والدعاء لصاحب الزمان(عليه السلام).
5. الزيارة: يستحب زيارة الإمام الحجة المهدي المنتظر(عليه السلام) في هذا اليوم، كما يستحب زيارة النبي والأئمة(عليهم السلام) في هذا اليوم أيضاً.
6. زيارة القبور: يستحب زيارة الموتى هذا اليوم، خصوصاً الوالدين. والأفضل أن تكون الزيارة بين الطلوعين.
7. لطلب الولد: يصلي ركعتين بعد صلاة الجمعة، يطيل ركوعها وسجودها ويدعو بعدها.
8. الأخذ من الشارب: جيد في مثل هذا اليوم.
9. تقليم الأظافر: وهو أفضل يوم للتقليم، ويبدأ من الخنصر من يده اليسرى وينتهي بخنصر اليد اليمنى.
10. الغسل: الغسل قبل صلاة الظهر، ووقته من طلوع الفجر إلى الغروب، والأفضل الآتيان به قبل الزوال، ولو أتى به بعده فالأحوط استحباباً أن ينوي القربة المطلقة من دون قصد الأداء والقضاء.
11. الصدقة: أن يتصدق في هذا اليوم، وأجرها مضاعف.
وهناك آداب أخرى لم نذكرها، فمن أراد المزيد فليراجع (مفاتيح الجنان للقمي، جمال الأسبوع، لابن طاووس، مكارم الأخلاق للطبرسي، مرآة الكمال للمامقاني).
ملاحظة: (إن جميع الصلوات يؤتى بها ركعتين ركعتين فيسلّم بعد كل ركعتين).