أما الخاصة من المؤمنين - كرجال الدين، والمثقفين، وأهل المال، وذوي المقام الاجتماعي الرفيع - فهم وإن كان لهم موقعهم المهمّ في دعوة الحق، بل هم أوسمة فخر تتزين بها، وفيهم الهداة لأتباعها في مسيرتهم، والحصون الواقية للدعوة الشريفة نفسها من التحريف والتشويه، والقوى الداعمة لها مادياً ومعنوياً، إلا أنهم لا يستطيعون لوحدهم الوقوف أمام الهجمة المعادية، بسبب قلتهم وتميزهم.
بل يسهل على الأعداء الحدّ من فعالياتهم، والمنع من تأثيرهم، إما بتصفيتهم جسدياً، أو تطويقهم وتجميد فعالياتهم بالسجن أو التخويف أو نحوهما، أو صرفهم بالترغيب والترهيب عن خدمة دعوة الحق. بل قد يحاولون حملهم على الوقوف ضدها.
ولا يحمي الدعوة الشريفة إلا الجمهور والسواد الأعظم الذين يحملون لواءها. فهم الحصن الحصين لها، والدرع التي تقيها من كيد الأعداء، كما سبق.
بل إنهم - بسبب كثرتهم وإصرارهم - قد يحمون الخاصة من ذوي المقام المتميز في الدعوة، لأن في التنكيل بهم جرحاً لشعور الجمهور، ومثاراً لسخطهم قد يحسب له الخصم حسابه، ويخشى عاقبته.