وإذا كان أثر فاجعة الطف قد خفّ في نفوس عموم المسلمين بمرور الزمن، أو أدرك المخالفون لخط أهل البيت ضرورة تناسيها وتجاهلها، نتيجة لما سبق من إدراكهم أن في التذكير بها خطراً على عقيدتهم، فإن الشيعة – وبدفع من أئمتهم (صلوات الله عليهم) - قد حاولوا التشبث بها والتركيز عليها، واستثمارها بالنحو المتقدم. ولم تمض مدة طويلة حتى صار ذلك من سمات الشيعة المميزة لهم، والتي يقوم عليها كيانهم.
ويشدّ من عزائمهم ما ورد عن أئمتهم (صلوات الله عليهم) من عظيم أجر ذلك وجزيل ثوابه، وما يلمسونه - على طول الخط - من المدّ الإلهي والكرامات المتعاقبة، التي تزيدهم بصيرة في أمرهم، وتمنحهم قوة وطاقة على المضي فيه، وتحمل المتاعب والمصاعب في سبيله.