المطلب الثاني
فيما كسبه التشيع
لأهل البيت (عليهم السلام) بخصوصيته
ظهر مما سبق في المطلب الأول بعض مكاسب دعوة التشيع لأهل البيت (صلوات الله عليهم) نتيجة فاجعة الطف.
كما يأتي في المقام الثاني من الفصل الثاني - عند الكلام في العِبَر التي تستخلص من فاجعة الطف - أنها سهلت على الأئمة من ذرية الحسين (صلوات الله عليهم) إقناع الشيعة بالصبر ومهادنة السلطة من أجل التفرغ لبناء الكيان الشيعي الثقافي والعملي. وهو مكسب مهم جداً.
والمهم هنا التعرض لمكاسب أخرى لها أهمية كبرى في قيام كيان التشيع وقوته وبقائه، فنقول بعد الاستعانة بالله تعالى:
من الظاهر أن دعوة التشيع تعتمد من يومها الأول...
أولاً: على الاستدلال والمنطق السليم والحجة الواضحة، كما ذكرناه آنفاً، ويظهر للناظر في محاورات الشيعة وحجاجهم مع الآخرين، مما تناقلته الناس وسطر في الزبر.
وثانياً: على العاطفة. لما لأهل البيت (صلوات الله عليهم) من مكانة سامية في نفوس عامة المسلمين، وكثير من غيرهم. ولما وقع عليهم (عليهم السلام) من الظلم والأذى، وتجرّعوه من الغصص والمصائب. حيث يوجب ذلك بمجموعه انشداد الناس لهم عاطفياً.
وثالثاً: على الإعلام والإعلان عن دعوة التشيع ونشر ثقافته، وإظهار حججه، وإسماع صوته، لأتباع الدعوة من أجل تثقيفهم وتعريفهم بدينهم، وللآخرين من أجل إقناعهم، وإقامة الحجة عليهم.
وقد جاءت فاجعة الطف الدامية - بأبعادها المتقدمة، وتداعياتها المتلاحقة - لتدعم هذه الدعوة الشريفة في الجوانب الثلاثة.
وبيان ذلك يكون في مقامات ثلاثة: