موقف أهل البيت (عليهم السلام) إزاء المشكلة

أما أهل البيت (صلوات الله عليهم) فهم على بصيرة تامة من أن تعديل مسار السلطة في الإسلام بعد انحرافها من اليوم الأول أمر متعذر في الأمد المنظور. ويأتي توضيح ذلك - إن شاء الله تعالى - في المقام الثاني من الفصل الثاني في العبر التي تستخلص من فاجعة الطف.

وقد سبق أن أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان على علم بما يؤول إليه أمر بيعته من الفشل العسكري، وأن ما ظهر لنا من ثمرات قبوله بالخلافة هو إظهار الحقيقة، وإيضاح معالم الدين، وتشييد دعوة الحق، وإيجاد جماعة صالحة تقتنع بتلك الدعوة وتحملها وتدعو لها، وترفض دعوة الباطل وتشجب شرعيتها وشرعية السلطة التي تتبناها، وتنكر عليها الجرائم والمنكرات التي تقوم بها، وتحاول فضحها. وقد حقق ذلك بنجاح.