أثر الفتوح في تركز الإسلام واحترام رموز السلطة

ولم تمض مدة طويلة حتى توجه المسلمون للحروب خارج الجزيرة العربية. وكانت نتيجتها الفتوح الكبرى، وما استتبعها من الغنائم العظيمة التي لم يكونوا يحلمون بها، ثم الشعور بالعزة والرفعة. فتركز الإسلام وحسن في نفوسهم، وفرض احترامه على العالم، واتسعت رقعته، وتوطدت أركانه في الأرض، ودخلت فيه الشعوب المختلفة.

ومن الطبيعي - بعد ذلك - أن لا يعرف من الإسلام ولا يحترم ويقدس عند جمهور المسلمين إلا الإسلام الذي تحقق به الفتح، والذي ابتنت الخلافة والحكم فيه على الخروج على النظام الإلهي، واعتماد القوة. فصار له ولرموزه المكانة العليا في النفوس، ومنها تؤخذ أصوله وثوابته العقائدية، ويرجع إليها في فروعه وأحكامه وإرشاداته وآدابه وتاريخه وأمجاده وجميع شؤونه. فهي المرجع للإسلام والمسلمين في السياسة والإدارة والعلم والثقافة، كما يظهر بمراجعة التراث المتعلق بتلك الفترة. وربما يأتي بعض مفردات ذلك.

وأكد ذلك الخطوات التي خطتها السلطة في سبيل فرض احترامها و مرجعيتها، وتثبيت شرعيتها، بل تقديسها، مما يأتي التعرض له إن شاء الله تعالى.