ونتيجة لذلك يستولي أهل الباطل، ويتخذون الدين ذريعة لخدمة مصالحهم وسلطانهم، ولتبرير نزواتهم، وإشباع شهواتهم، ولو بتحريفه عن حقيقته والخروج عن حدوده، لأن لهم القوة والسطوة، وبيدهم التثقيف والدعاية والإعلام.
ومن ثم كان منشأ التحريف في الدين غالباً هو تحكم غير المعصوم فيه من سلطان مبطل، أو مؤسسة منسقة مع السلطان المذكور.
بل ذلك هو منشأ التحريف في جميع الدعوات والأنظمة التي تتبناها الجهات المتنفذة والقوى الحاكمة، حيث تتخذ منها أداة لتقوية نفوذها، وتركيز حكمها وسلطانها، ولو على حساب الأسس التي تقوم عليها تلك الدعوات والأنظمة والتعاليم التي تتبناها .
كما يتضح ذلك بأدنى نظرة في واقع الأنظمة والدعوات التي تبنتها الدول والحكومات عبر التاريخ الطويل، وحتى عصرنا الحاضر. حيث لا نجد دعوة حق أو باطل قامت على أساسها دولة في ظل غير المعصوم بقيت محافظة على أصالتها ونقائها، وعلى تعاليمها ومفاهيمها التي أسست عليها.