موقف أهل المدينة عند رجوع العائلة الثاكلة إليها

موقف أهل المدينة عند رجوع العائلة الثاكلة إليها[1]

أما بعد رجوع ركب العائلة مكرماً إلى المدينة - نتيجة تراجع السلطة عن موقفها، كما يأتي - فقد اندفع الناس في إظهار عواطفهم.

فعن الواقدي أنه لم يبق بالمدينة أحد، وخرجوا يضجون بالبكاء [2]. وقال الخوارزمي: ((عجت نساء بني هاشم وصارت المدينة صيحة واحدة))[3].

وروي أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعث بشر بن حذلم ينعى الإمام الحسين (عليه السلام) لأهل المدينة، ويخبرهم بأن ركبه قد نزل بساحتهم. فخرج الناس يهرعون، ولم تبق مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن يدعون بالويل والثبور، وضجت المدينة بالبكاء. فلم ير باك أكثر من ذلك اليوم. وخرجوا لاستقبال العائلة الشاكلة وقد أخذوا الطرق والمواضع[4].

 


[1] السيد محمد سعيد الحكيم، فاجعة الطف، الطبعة السابعة، 1442هـ-2021م، القسم الأول: ص122.

[2] ينابيع المودة ج: ٣ ص: ٤٧. تذكرة الخواص ص: ٢٦٧ حديث الجمال التي حمل عليها الرأس والسبابا.

[3] مقتل الحسين للخوارزمي ج: ٢ ص: ٧٦.

[4] اللهوف في قتلى الطفوف ص: ١١٥. مثير الأحزان ص: ٩٥- ٩٦.