التأكيد على عدم شرعية خلفاء الجور

السادس: التأكيد على عدم شرعية سلطة خلفاء الجور، وتحريم السير في ركاب الجائر، وإعانته ودعمه، والركون إليه. ووجوب مباينته قلباً وعملاً، إلا في حدود الضرورة، أو مصلحة المذهب الحق، على ما يذكر مفصلاً في كتب الفقه.

وإذا كان أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) قد دعم حروب الفتح الإسلامي الأولى تحت لواء الخلفاء الأولين، من أجل تثبيت الكيان الإسلامي، وإسماع دعوة الإسلام، لتقوم بها الحجة على الأمم والشعوب المختلفة، فقد ارتفعت الحاجة لذلك في عهود الأئمة من ذرية الحسين (صلوات الله عليهم) بعد أن قام الكيان المذكور وفرض نفسه على أرض الواقع وظهرت دعوته.

ومن ثم منعوا (عليهم السلام) شيعتهم من الجهاد مع خلفاء الجور، وتحت لوائهم، إمعاناً في مباينتهم، وتأكيداً لعدم شرعية سلطتهم. واقتصروا في جواز الجهاد على الحروب الدفاعية، اهتماماً منهم(عليهم السلام) بالكيان الإسلامي العام وحفاظاً عليه.

وذلك بمجموعه يجعل التنفر من الظالمين، وإنكار شرعية سلطانهم، وعدم الركون إليهم والتفاعل معهم، حالة ثابتة في نفوس الشيعة، ومتركزة في أعماقهم حتى لو اضطروا المجاراتهم عملاً.