كما حاول الأئمة (صلوات الله عليهم) تذكير الشيعة بالإمام الحسين (صلوات الله عليه) وشدّهم نحوه بمختلف الوجوه.
منها: تأكيدهم (عليهم السلام) على تميز تربته الشريفة بالسجود عليها[1]، والتسبيح بها، ووضعها مع الميت في قبره، وغير ذلك من وجوه التبرك والتكريم.
ومن أهمها الاستشفاء بها . لما له من الآثار التي يدركها الناس باستمرار، ويرونها عياناً في وقائع كثيرة تفوق حدّ الإحصاء[2].
ومنها: تنبيههم إلى كرامة مشهده الشريف وتميزه باستجابة الدعاء فيه. وتخيير المسافر في صلاته بين القصر والتمام، كمكة المعظمة والمدينة المنورة والكوفة أو خصوص مسجدها . فهو رابع المواضع المتميزة بذلك، لكرامتها عند الله تعالى.
ومنها: تنبيههم إلى ظلامته (عليه السلام) في منع ماء الفرات عنه حتى اشتد العطش به وباطفاله وعائلته وبجميع من معه، ثم الحثّ على ذكره عند شرب الماء، والسلام عليه ولعن قاتليه ... إلى غير ذلك.
وعلى كل حال فقد تحولت هذه الأمور من ممارسات عابرة إلى شعارات صارخة يتميز بها الشيعة عن غيرهم، وكان ثمرتها توحيد جماعتهم وتثبيت هويتهم، وتأكيد ولائهم لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، وتمسكهم بخطهم، والبراءة من أعدائهم وظالميهم. على ما سبق عند الكلام فيما كسبه التشيع من فاجعة الطف.
[1] قال البلاذري: ((حرملة بن زفر بن شيطان بن حبيش بن حزن بن العجيف. وفد إلى رسول الله ﷺ فأخذ قبضة من تراب من تحت قدمي رسول الله ﷺ، فجعلها في صرة، ثم جعلها في مسجده، فجعل يصلي عليها)). أنساب الأشراف ج: ١٢ ص: ١٤٤ عند ذكر مالك بن ربيعة. وهذا يتناسب مع مشروعية التبرك بالسجود على تراب ينتسب لجهة مقدسة.
[2] قال جعفر الخلدي: ((كان بي جرب عظيم، فتمسحت بتراب قبر الحسين فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه شيء)). المنتظم ج: ٥ ص: ٣٤٦ - ٣٤٧ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، واللفظ له. بغية الطلب في تاريخ حلب ج: ٦ ص: ٢٦٥٧ في ترجمة الحسين بن علي بن عبد مناف أبي طالب. الأماني للشجري ج ١ ص: ١٦٥ الحديث الثامن: في فضل الحسين بن علي (عليهما السلام) وذكر مصرعه وسائر أخباره وما يتصل بذلك.