دعوى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) فرّط ولم يستبق الأحداث

هذا وقد يقال: إن الانحراف إنما حصل لأن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لم يستعمل الحزم، ولم يستبق الأحداث، وانشغل بتجهيز النبي (صلى الله عليه وآله) حتى تم للآخرين ما أرادوا.

وهو (عليه السلام) وإن حافظ بذلك على مبدئيته ومثاليته بنحو يدعو للإعجاب والإكبار..

أولاً: في احترام النبي (صلى الله عليه وآله). كما قال (صلوات الله عليه): ((أفكنت أدع رسول الله ﷺ في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه))[1].

وثانياً: في نظرته للخلافة والسلطة، حيث لم يجعلها مغنماً يتسابق إليه، بل هي حق يجب على المسلمين تسليمه له (عليه السلام)، ويحرم عليهم منازعته فيه.

إلا أنه (صلوات الله عليه) فرط بذلك في حق الإسلام، حيث فسح للمنحرفين المجال للتحكم فيه بنحو لا يمكن تداركه، وتجنب ذلك أهم من الحفاظ على المثالية من الجهتين المتقدمتين.

 


[1] الإمامة والسياسة ج: ١ ص: ١٦ إباية علي (كرم الله وجهه) بيعة أبي بكر.