حاول أمير المؤمنين (عليه السلام) تعديل مسار السلطة لكنه فقد الناصر

نعم حاول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أن ينهض في وجه الانحراف، لا من أجل محض التضحية، كما فعل الإمام الحسين (عليه السلام). بل من أجل تعديل مسيرة الإسلام في أول الأمر، على أن يكسب لجانبه جماعة صالحة تكون ركيزة لدعوة الحق، ويقوم بها كيان الإسلام، ترهب المنحرفين أو ترغمهم، فيفيئوا إليها، ويرجعوا للطريق المستقيم.

لكنه (عليه السلام) لم يجد من الأنصار ما يكفي لذلك، كما تضمنه تراث المسلمين، وذكرنا طرفاً منه في جواب السؤال الثالث من الجزء الثاني من كتابنا (في رحاب العقيدة).

فاضطر للسكوت والصبر، والحفاظ على نفسه الشريفة، وعلى الثلة الصالحة ممن ثبت معه أو رجع إليه بعد ذلك، بانتظار الفرصة المناسبة، ليؤدوا دورهم في كبح جماح الانحراف بإظهار دعوة الحق، وتنبيه الأمة من غفلتها بعد أن تعذر تعديل مسار السلطة.