مضار كثرة المزاح

على أن المزاح وإن كان مشروعا في نفسه إلا أنه لا يجب على المؤمن الاسترسال في مزاحه والإفراط فيه حتى يخرجه من الجد في أغلب حالاته، فلذا قد وردت الروايات الناهية عن المزاح بهذا المعنى والتي منها:

1- المزاح يذهب بنور الوجه:

 روي عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال في وصية له لبعض ولده -أو قال: قال أبي لبعض ولده-: (إياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف بمروءتك)[1].

2- كثرة المزاح تميت القلب:

 فعن أبي عبد الله الباقر (عليه السلام) قال: (كثرة الضحك يميت القلب)[2].  

3- المزاح يذهب بماء الوجه:  

فعن حفص بن البختري قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إياكم والمزاح فإنه يذهب بماء الوجه)[3].

4- المزاح يؤدي إلى اجتراء الآخرين عليك:

 عن عمار بن مروان قال، قال أبو عبد اللَّه الصادق (عليه السلام): (لا تمار[4] فيذهب بهاؤك ولا تمازح فيجترأ عليك)[5].

5- المزاح يورث الضغينة:

 وعن أبي عبد اللَّه الصادق (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) (إياكم والمزاح فإنه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر)[6]، فالمزاح إذا تجاوز الحد وانقلب إلى سخرية أو استهزاء فإنه يورث السخيمة والضغينة.

6- المزاح من السباب:

روى عنبسة العابد قال سمعت أبا عبد اللَّه الصادق (عليه السلام) يقول: (المزاح السباب الأصغر)[7].

لعل المراد بالمزاح المنهي عنه ما تضمن فحشا أو ما تضمن استهزاء كما دل عليه تسميته سبابا كما نراه عند بعض المتمازحين من استخدامه ألفاظا بذيئة وغير لائقة بما فيها سباب آباء وأقارب بعضهما للبعض الآخر، مما يجعل هكذا مزاح محرما، فالإسراف كماً أو كيفاً يؤدي إلى أمور منهي عنها.

7- كثرة الضحك تميث الدين:

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (كثرة الضحك تميث[8] الدين كما يميث الماء الملح)[9].

 


[1] الكافي: ج2، ص665.

[2]  المصدر السابق: ج2، ص665.

[3] المصدر السابق.

[4] المماراة: المجادلة.

[5] الكافي: ج2، ص665.

[6] الكافي: ج2، ص663.

[7] المصدر السابق: ج2، ص665.

[8] والإماثة: الإذابة.

[9] الكافي: ج2، ص664.