الغناء يُفقد الإنسان توازنه، حتى يصرفه عن الطاعة، والعبادة، وطلب العلم، حتى الواجب منه، فيبتعد قلبه عن الله، لأنَّ المرء إذا تعلَّق قلبه بالغناء صار شغله الشاغل ومعبوده الأوحد الذي لا يعبد سواه...
ألا ترى كيف أنَّ بعض مَنْ استحوذ الغناء عليهم فأنساهم ذكر اللَّه تعالى، يستمعون إليه في المنزل، والحمام، والسيارة، والمقهى، والسهرة، والعرس والحفلات العامة، وعند لقاء الحبيب يقول الله تعالى:(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[1].
لذا فإنَّ البعض، - نعوذ باللَّه تعالى - قال عن المطرب الفلاني: معبود الجماهير!!!. فكيف يُمكن لهذا أن يعبد اللَّه حقاً، تعبُّداً ورقاً؟.
وقد ورد عن مولانا رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله): (الغناء يُنْبت النِّفاق في القلب كما ينبت الماء البقل)[2].
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: الغناء مما وعد اللَّه عزَّ وجلّ عليه النار، وتلا هذه الآية:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [3].
فإنَّ أكثر ما يُسبّب فقد الإنسان العزم والإرادة هو الاستماع للغناء.
ومعلومٌ: أنَّه لا جهاد أكبر من تهذيب النفس وفلاحها وتزكيتها، وكل ذلك يحتاج إلى عزم وإرادة، كما هو معروف عند علماء الأخلاق.
والحاصل: الغناء يُؤثِّر على الإيمان تأثيراً مباشراً، نعوذ باللَّه تعالى، فكيف يُحافظ على إيمانه مَنْ حرص على إحياء سُنن الجاهلية، وخالف السُّنَّة النبويَّة الشريفة؟!.
وكيف نكون امتدادا لنهج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: (إنَّ اللَّه عز وجل بعثني رحمةً للعالمين، ولأمحق المعازف[4] والمزامير، وأمور الجاهلية والأوثان)[5].
وجدير بالذكر أن نقول: أنّ هناك آثاراً سلبيَّةً عديدة تترتَّب على فعل الغناء والاستماع إليه والتشجيع عليه... فبالإضافة إلى ضعف الإيمان، كذلك يُؤثِّر على الرزق والعبادة، وفي مضمون بعض النصوص أنَّ الغناء رقيَّة الزنا والعياذ باللَّه تعالى، وأنَّه صوتٌ ملعونٌ في الدنيا والآخرة، وأنَّه يُقسِّي القلب، وقد يُفسدُ الإيمان من أساسه، وأجرُ الغناء سُحْتٌ، والسحتُ في النار، وأنَّ الاستماع إلى الغناء نفاق.
وقد ورد عن إمامنا الصادق (عليه السلام) أنه قال: (بيت الغناء لا تُؤمن فيه الفجيعة، ولا تُجاب فيه الدعوة، ولا يدخُلُه الملك)[6].