آثار الحجاب

إن للحجاب آثاراً إيجابية كثيرة وهذا ما أكده القرآن الكريم والروايات الشريفة وهي كما يلي:

1- طهارة للقلب وإبعاد عن الرجس.

للحجاب تأثير مباشر في طهارة قلب المرأة: كما ورد في الآية المباركة:(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [1]، فكما تقدم وسيأتي في كل من الستر وغض البصر يكمل بعضه بعضاً فلو غض الرجل بصره وسترت المرأة جسدها فسيكون المجتمع خالياً من آثار الشهوة الحيوانية منصرفاً إلى الحياة بما تقتضيه من إعمار وبناء في جميع الجوانب المادية والمعنوية على صعيد التربية والأخلاق وغيرها.

وهذا الجو المثالي هو ينشده الإسلام من تشريع الحجاب إذ هو أوّل وسائل إشاعة العفة في المجتمع، تلك الصفة التي تعتبر من أهم الصفات التي يتصف بها الفرد المسلم ويتميّز بها عن سائر المخلوقات، قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)[2].

2- حفظ كيان المرأة في المجتمع.

  للحجاب دور كبير في حفظ المرأة في المجتمع، وضمان الجوّ المناسب الذي يساعدها على العمل والفعّاليّة، فهو في الحقيقة دفعة نحو العمل والفعّاليّة والتأثير الهادف، فقد ورد في الآية المباركة:(ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)[3].

3- حفظ كيان الأسرة والحياة الزوجية.

 تعد الأسرة أكثر المؤسسات الاجتماعية تأثراً بالزمان والمكان؛ لذا جاءت التعاليم الإسلامية بالعديد من المبادئ المهمة حول المعايير والقيم الاجتماعية التي تحافظ على أمن الأسرة وحفظ كيانها من الضياع، ويأتي في مقدمة هذه المعايير والقيم غرس العقيدة الإسلامية في نفوس الأسرة، فإن الشريعة الإسلامية أولت الأسرة عناية خاصة وكفلت لها العديد من الحقوق الخاصة التي تتيح لأفرادها النمو بشكل سليم من جميع النواحي الحسية والاجتماعية والنفسية بشكل يتوافق مع الفطرة والطبيعة التي فطر الله الإنسان عليها، وقد تجلت هذه العناية في النواحي الوقائية والتي منها...

- بقاء المحبة بين الزوجين.

إنّ العفة والطهارة الناشئة من الحجاب وغض البصر من أهم الأمور التي تجعل الزوج يولي اهتماماً كبيراً بزوجته ويزيد في محبته لها، وكذلك تعلق الزوجة بزوجها واهتمامها به وببيته الذي يضمن لها الحياة الكريمة، وانصرافها لرعاية ذريته على مقتضيات الشريعة الإسلامية، وأغلب الخلافات بين الزوجين ناتجة عن خروج كل من المرأة والرجل عن مسير العفة والطهارة وما يجره ذلك من الويلات على نطاق الأسرة، فالتشريع الإسلامي لم يكن الغرض منه سلب الحريات والتشديد على الناس، بل الغرض الأساسي منها هو ضمان الحياة السعيدة العامرة بطاعة الله المقتضية لخير الدنيا والآخرة.

- إبعاد المرأة عن مساوئ الاختلاط.

تتعرض المرأة أثناء اختلاطها مع الرجال الى الإغراء والمراودة والتحرش، سواء بالقول أو الفعل، فللحجاب أهمية كبيرة في إبعاد المرأة عن مساوئ الاختلاط فهو يحفظ المرأة باعتباره ساتراً لبدنها عن نظر الرجال الأجانب، ويكمله الشق الآخر من التشريع وهو غض البصر من قبل الطرف الآخر، فالستر من أحد الطرفين وغض البصر من الآخر ضمان لإبعاد مساوئ الاختلاط عن المجتمع.

4- صون المجتمع من الانحراف والتحلل الخلقي.

  إنّ تفشي ظاهرة الانحراف والتحلل الخلقي عند المرأة ينعكس سلباً على المجتمع، فكم من الانحرافات والتحللات الخلقية بدأت من انحراف وتحلل فردي، وانعكس بالتالي على المجتمع، فلا ينبغي أن يفسر الانحراف الفردي لدى المرأة بأنه عيب شخصي ولا يؤدي الى انحراف وتحلل المجتمع؛ لأن المرأة بالتالي هي جزء أساسي من المجتمع، حتى وإن اعتبرت نفسها ممن لا قيمة لها ولا خطر يذكر، فأيّة سلبية أو إيجابية تصدر من المرأة فهي تمسّ الأُمّة كلها، وهي تتحمل تبعات تصرفات أفرادها لذا ينبغي للمرأة أن لا تجعل من نفسها سبباً في انحراف وتحلل المجتمع.

 


[1] سورة الأحزاب: آية 53.

[2] سورة محمد: آية 12.

[3] سورة الأحزاب: آية 59.