نظرة الفلاسفة إلى الربا

ولم تكن الديانات وحدها هي التي أجمعت على تحريم الربا، فهناك الكثير من المفكرين من غير المسلمين قد أيدوا الديانات في نظرتها إلى الربا، فأرسطو وهو من فلاسفة اليونان فيما بين القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد يستنكر إقراض النقود بالربا قائلاً: (إن النقود نافعة للتبادل، ولكنها حين تغري الناس بتكديس أرباح لا يستخدمونها، أو تجميع ثروة عن طريق الإقراض فإن النقود تصبح قيمة غير منتجة وتساعد على إيجاد التفاوت في الثراء وغير ذلك من مظاهر الشذوذ المالي)[1].

كما أن مذهبه في الربا أنه ربحٌ مصطنع لا يدخل في باب التجارة المشروعة.

أما أفلاطون فهو يستنكر الربا في كتابه (القوانين) وقد كانت الإمبراطورية الرومانية ضد تقاضي الفائدة في مراحلها الأولى، ورغم أن الفائدة بدأت في الظهور مع ظهور الطبقة الرأسمالية فإن الرومان فرضوا قيوداً قاسية بإصدار قوانين تحدد معاملات الفائدة[2].

 


[1] الدكتور م. أ مناف ترجمة د. منصور إبراهيم التركي  الاقتصاد الإسلامي بين النظرية والتطبيق: ص136. النظام الاقتصادي في الإسلام: ص151.

[2] القوانين لأفلاطون، الجزء الخامس، النظام الاقتصادي في الإسلام: ص152.