وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى
السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)
السؤال: ما هو تعریفکم للإسراف؟
الجواب: يقصد به صرف المال زيادة على ما ينبغي والإسراف حرام.
السؤال: ما هو توضيحکم للإسراف والتبذير؟
الجواب: الإسراف والتبذير: سلوكان ذمهما الله سبحانه وتعالى، فقال عزَّ من قائل: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[1]، وقال جلّ وعلا في ذمِّ المبذرين: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)[2].
وقد كتب الإمام علي (عليه السلام) كتاباً لزياد فيِ ذم الإسراف جاء فيه قوله (عليه السلام): (فدع الإسراف مقتصداً، واذكر في اليوم غداً، وامسك عن المال بقدر ضرورتك، وقدِّم الفضل ليوم حاجتك، أترجوا أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين، وتطمع، وأنت متمرغ في النعيم تمنعه الضعيف والأرملة، أن يوجب لك ثواب المتصدقين؟ وإنما المرء مجزي بما أسلف وقادم على ما قدم)[3].
السؤال: اذكروا لنا بعض ما ورد في الإسراف والتبذير؟
الجواب: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ([4]، وقال تعالى: (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ([5]، وقال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [6].
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (اِن الله إذا أراد بعبد خيراً، ألْهمه الاِقتصاد، وحسن التدبير وجنّبه سوء التّدبير، والإسراف)[7].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه، ومنع من منع من هوان به عليه، كلا، ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودائع وجوز لهم أن يأكلوا قصداً ويشربوا قصداً، ويلبسوا قصداً، وينكحوا قصداً، ويركبوا قصداً، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويرموا به شعثهم، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالاً، ويشرب حلالاً، ويركب حلالاً، وينكح حلالاً، ومن عدا ذلك كان عليه حراماً، ثم قال: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))[8].
وعنه (عليه السلام): (إن القصد أمرٌ يحبه الله عزّ وجلّ وإن السرف أمرٌ يبغضه الله حتى طرحك النواة فإنها تصلح للشيء وحتى صبك فضل شرابك)[9].
السؤال: الأرز والخبز وغير ذلك من الأطعمة التي تتبقی عادة من بعد تناول الطعام ما حكم رمیها في القمامة؟
الجواب: یشكل جواز ذلك لأنه یعتبر عند المتشرعة إهانة لنعم الله تعالی واستحقاراً لها وهو ینافي شكره تعالی مضافاً إلی ما فیه من الإسراف وإتلاف المال إذا كان بحیث یمكن الاستفادة منه ولو بمثل إطعامه للطیور والبهائم والإسراف محرّم.
السؤال: أسعار الدخان مرتفعة في الدول الغربية، فهل يحرم شراؤها من باب الإسراف والتبذير إذا علم صاحبها أنها ليست نافعة؟ بل ضارة؟
الجواب: يجوز شراؤها، ولا يحرم استعمالها لمجرد ما ذكر، نعم إذا كان التدخين يلحق ضرراً بليغاً بالمدخن، ولم يكن في تركه ضرر عليه، أو كان أقل ضرراً، لزمه التجنب عنه.
السؤال: ما حكم شرائي ساعات غالية الثمن لي أو لزوجتي أو حقائب غالية الثمن هل هو مكروه أم إسراف؟
الجواب: إذا كان يعّد من شأنكما لا يعّد إسرافاً.