حلمه (عليه السلام):
عُرف (عليه السلام) بحلمه وعفوه وصفحه وتجاوزه عن المسيء، فمن القصص التي تنقل عنه (عليه السلام) في هذا المجال: (أنّه كانت جارية للإمام (عليه السلام) تسكب الماء له، فسقط من يدها الإبريق على وجهه (عليه السلام) فشجّه، فرفع رأسه إليها، فقالت له: إنّ الله يقول: (وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ)[1]، فأجابها (عليه السلام): (قد كظمت غيظي)، قالت: (والعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)[2]، فقال (عليه السلام): (عفا الله عنك)، ثمّ قالت: (وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين)[3]، فقال: (اذهبي أنت حرّة)[4].
سخاؤه (عليه السلام):
أجمع المؤرِّخون على أنّه كان من أسخى الناس وأنداهم كفّاً، وأبرَّهم بالفقراء والضعفاء، وقد نقلوا نوادر كثيرة من فيض جوده (عليه السلام)، منها:
١ـ مرض محمّد بن اُسامة فعاده الإمام (عليه السلام)، ولمّا استقرّ به المجلس أجهش محمّد بالبكاء، فقال له الإمام (عليه السلام): (ما يبكيك؟) فقال: عليّ دين، فقال له الإمام: (كم هو؟) فأجاب: خمسة عشر ألف دينار، فقال له الإمام (عليه السلام): (هي عليّ)، ولم يقم الإمام من مجلسه حتى دفعها له)[5].
٢ـ ومن كرمه وسخائه (أنّه كان يطعم الناس إطعاماً عامّاً في كلّ يوم، وذلك في وقت الظهر في داره)[6].
٣ ـ (وكان يعول مائة بيت في السرّ، وكان في كلّ بيت جماعة من الناس)[7].