بعض شواهد إصراره (عليه السلام) على الخروج للعراق مع علمه بمصيره

بعض شواهد إصراره (عليه السلام) على الخروج للعراق مع علمه بمصيره[1]

وعن ابن عباس قال: ((لقيت الحسين، وهو يخرج إلى العراق، فقلت له: يا ابن رسول الله لا تخرج. فقال لي: يا ابن عباس أما علمت إن منيتي من هناك، وأن مصارع أصحابي هناك. فقلت له: فأني لك ذلك؟ قال: بسرٍّ سُرَّ لي، وعلم أُعطيته))[2].

وقال ابن عساكر: وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه، وتقول: أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: يقتل حسين بأرض بابل. فلما قرأ كتابها قال: فلابد لي إذاً من مصرعي. ومضى))[3]. وقريب من ذلك جوابه لأم سلمة (رضي الله عنها) لما أخبرته. بحديث النبي (صلى الله عليه وآله) عن قتله (عليه السلام)[4].

ومرجع ذلك إلى قطع الطريق عليهما، وإلزامهما بما يعلمان به من الوعد الإلهي، مع التصميم على المضي فيه.

 


[1] السيد محمد سعيد الحكيم، فاجعة الطف، الطبعة السابعة، 1442هـ-2021م، القسم الأول: ص46.

[2] دلائل الإمامة ص: ۱۸۱- 182في ترجمة الحسين (عليه السلام): ذكر معجزاته (عليه السلام). إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج: ٤ ص: ٥٤ الباب الخامس عشر: معجزات أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) الفصل السابع عشر.

[3] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص:209 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. تهذيب الكمال ج: ٦ ص: ٤١٨ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ٢٩٦-٢٩٧ في ترجمة الحسين الشهيد. تاريخ الإسلام ج: ٥ ص: ٩ حوادث سنة واحد وستين: مقتل الحسين. ترجمة الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ٥٨ ح: ٢٨٣. وغيرها من المصادر.

[4] إثبات الوصية ص: ١٧٥ قصة كربلاء الهداية الكبرى ص: ٢٠٣. الثاقب في المناقب ص: ٣٣٠. مدينة المعاجز ج ٣ ص: ٤٨٩ - ٤٩٠. وغيرها من المصادر.