إخباره (عليه السلام) لأخيه بما أمره به النبي (صلى الله عليه وآله) في الرؤيا

إخباره (عليه السلام) لأخيه بما أمره به النبي (صلى الله عليه وآله) في الرؤيا[1]

نعم روی ابن طاووس أنه (عليه السلام) حدّث أخاه محمد بن الحنفية عند السحر، وهو يريد الخروج إلى العراق بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) له.

قال (قدس سره): ((ورويت من أصل لأحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الثقة - وعلى الأصل أنه كان لمحمد بن داود القمي - بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سار محمد بن الحنفية إلى الحسين في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة. فقال له: يا أخي إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعزّ من في الحرم وأمنعه.

فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت.

فقال له ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر، فإنك أمنع الناس به، ولا يقدر عليك أحد. فقال: أنظر فيهما قلت.

فلما كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام). فبلغ ذلك ابن الحنفية، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها، فقال له: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى. قال: فما حداك على الخروج عاجلاً؟

فقال: أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعدما فارقتك، فقال: يا حسين أخرج، فإن الله قد شاء أن يراك قتيلاً. فقال ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون.

فما معنى حملك هؤلاء النسوة معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ فقال له: قد قال لي: إن الله قد شاء أن يراهن سبايا. وسلم عليه، ومضى))[2].

 


[1] السيد محمد سعيد الحكيم، فاجعة الطف، الطبعة السابعة، 1442هـ-2021م، القسم الأول: ص45.

[2] اللهوف في قتلى الطفوف ص: ٣٩ -٤٠ خروج الحسين من مكة إلى العراق.