ظهور الإحراج عليه (عليه السلام) مع ناصحيه

ظهور الإحراج عليه (عليه السلام) مع ناصحيه[1]

ولذا كان (عليه السلام) يبدو عليه الإحراج مع كثير من ناصحيه من أهل الرأي والمعرفة، الذين يعتمدون المنطق في موازنة القوى.

وأقوى ما كان يعتذر به مما يصلح لأن يقنع الناس أنه (عليه السلام) خرج من مكة خشية أن تهتك به حرمتها وحرمة الحرم[2].

وفي حديث له (عليه السلام) مع جماعة فيهم عبد الله بن الزبير: ((والله لئن أقتل خارجاً منها بشير أحب إليّ من أقتل فيها. ولئن أقتل خارجاً منها بشبرين أحب إليّ من أن أقتل خارجاً منها بشبر. وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخر جوني حتى يقضوا بي حاجتهم. والله ليعتدن عليّ كما اعتدت اليهود في السبت))[3].

وفيما عدا ذلك كان (صلوات الله عليه).. تارة: يكتفي ببيان تصميمه على الخروج ويتجاهل حسابات الناصحين، أو يعدهم النظر في الأمر، أو أنه سوف يستخير الله تعالى في ذلك، أو يشكر لهم نصحهم، تطييباً لخواطرهم، من دون أن يتعرض لمناقشة حساباتهم. ثم لا يتراجع عن تصميمه. نظير ما تقدم منه مع ابن عباس وغير ذلك مما كان منه (عليه السلام) معه ومع غيره [4].

وأُخرى: يعترف بصواب رأيهم، إلا أنه لابد من تجاوزه. فقد قال لأحد بني عكرمة: ((يا عبد الله إنه ليس يخفى عليّ. الرأي ما رأيت. ولكن الله لا يغلب على أمره))[5].

 


[1] السيد محمد سعيد الحكيم، فاجعة الطف، الطبعة السابعة، 1442هـ-2021م، القسم الأول: ص43.

[2] المعجم الكبير ج: ۳ ص: ۱۱۹ - ۱۲۰ مسند الحسين بن علي: ذكر مولده وصفته ح: ٢٨٥٩. مجمع الزوائد ج: ۹ ص: ۱۹۲ کتاب المناقب: باب مناقب الحسين بن علي (عليه السلام). تاريخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۰۰، ۲۰۱، ۲۰۳، ۲۱۱ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ٢٩٢ في ترجمة الحسين الشهيد. تاريخ الإسلام ج: ٥ ص: ١٠٦ في ترجمة الحسين بن علي (ضي اله عنه). البداية والنهاية ج: ٨ ص: ١٧٤ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. وغيرها من المصادر الكثيرة.

[3] الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٣٨ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٨٩ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره.

[4] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۰۱، ۲۰۲، 203، 205 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ۲۸۷ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ١٧٦ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. ترجمة الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: 57، 58، 59 ح:283، مقتل الحسين للخوارزمي ج: ١ ص: 216، 217 الفصل العاشر. الأخبار الطوال ص: ٢٤٣ خروج الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الكوفة. ينابيع المودة ج: ٣ ص: ٦٠. وغيرها من المصادر الكثيرة.

[5] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٠١ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٤٣ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين إلى الكوفة. الإرشاد ج: ٢ ص: ٧٦. وغيرها من المصادر.