إخبار الإمام الحسين (عليه السلام) لمن معه بخذلان الناس له
غاية الأمر أنه (عليه السلام) أعلم بذلك في الطريق من كان معه من الناس، قبل أن يلتقي بالحر وأصحابه.
قال بكر بن مصعب المزني: ((كان الحسين لا يمرّ بأهل ماء إلا اتبعوه، حتى انتهى إلى زبالة سقط إليه مقتل أخيه من الرضاعة مقتل عبد الله بن بقطر ... فأخرج للناس كتاباً فقرأ عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فإنه قد أتانا خبر فظيع. قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن بقطر. وقد خذلتنا شيعتنا. فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منّا ذمام)).
قال: ((فتفرق الناس عنه تفرقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً، حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة. وإنما فعل ذلك لأنه ظن إنما اتبعه الأعراب لأنهم ظنوا أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على مَ يقدمون. وقد علم أنهم إذا بيّن لهم لم يصحبه إلا من يريد مواساته والموت معه))[1].
[1] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ۳۰۰-۳۰۱ احداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٤٣ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين إلى الكوفة. الإرشاد ج: ٢ ص: 75 - 76.