نظرية أن التخطيط للواقعة إلهي

نظرية أن التخطيط للواقعة إلهي

ثانيهما: أن التخطيط لها إلهي، وأن الله سبحانه وتعالى قد عهد للإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وأمره - عن طريق النبي (صلة الله عليه وآله) - بتنفيذ مشروع ينتهي باستشهاده واستشهاد من معه، وجميع ما حدث من مآس وفجائع.

وكان له (عليه السلام) - بما يمتلك من مؤهلات ذاتية وشخصية - الدور المتميز في تنفيذ المشروع المذكور وفاعليته، وتحقيق أهدافه السامية.

كل ذلك لمصالح عظمى تناسب حجم التضحية وأهميتها، قد علم الله عزّ وجلّ بها. وربما ظهر لنا بعضها.

وقد نجح (صلوات الله عليه) في مشروعه، وحقق ما أراد، وتكلل سعيه بالنجاح والفلاح، وكان عاقبته الفتح المبين.

وأن من أشار عليه بعدم الخروج قد خفي عليهم وجه الحكمة، كما خفي على المسلمين وجه الحكمة في صلح الحديبية، فاستنكروه على النبي (صلة الله عليه وآله) وكما خفي على كثير من أصحاب الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وغيرهم وجه الحكمة في صلحه لمعاوية، فأنكروا عليه ... إلى غير ذلك من الأمور الغيبية التي قد يخفى وجهها. والناس أعداء ما جهلوا. بل قد يكونون معذورين لجهلهم. ونحن الشيعة - حيث كنّا نؤمن بعصمة الإمام الحسين وسائر الأئمة (صلوات الله عليهم) - لابد من أن نتبنى التفسير الثاني للنهضة المباركة، ولجميع ما صدر من الأئمة (صلوات الله عليهم) في التعامل مع الأحداث.