محاولة الإمام الحسين (عليه السلام) نشر مناقب أهل البيت(عليهم السلام)[1]
فقد ورد أنه لا جمع وجوه من بقي من المهاجرين والأنصار، وجماعة ممن يعرف بالنسك والصلاح من التابعين المنتشرين في الأقطار الإسلامية وخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال (صلوات الله عليه):
((أما بعد فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم. وإني أريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني. أسألكم بحق الله عليكم، وحق رسول الله، وحق قرابتي من نبيكم لما سيرتم مقامي هذا، ووصفتم مقالتي، ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس ووثقتم به، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا.
فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر، ويذهب الحق ويُغلَب وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ
كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[2] )).
ثم ما ترك (صلوات الله عليه) شيئاً مما أنزل الله تعالى فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره، ولا شيئاً مما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أبيه وأمه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (صلوات الله عليهم) إلا رواه.
وفي كل ذلك يقول من شهد الحديث من الصحابة: ((اللهم نعم، وقد سمعنا وشهدنا)). ويقول التابعي: ((اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة)). فقال (عليه السلام) : ((أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه)). ثم تفرقوا على ذلك[3].