الإمام الحسين (عليه السلام) ثار الله تعالى وابن ثاره[1]
ومن جميع ذلك يظهر الوجه في استحقاق الإمام الحسين (صلوات الله عليه) أن يكون ثار الله تعالى في الأرض، كما تضمنت الزيارات الواردة عن أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ذلك في حقه وحق أبيه أمير المؤمنين (عليهما وعلى ألهما أفضل الصلاة والسلام).
ففي صحيح الحسين بن ثوير عن الإمام الصادق (عليه السلام) الوارد في زيارة الإمام الحسين (صلوات الله عليه ) قوله (عليه السلام): ((السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله. السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره. السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات والأرض... وأشهد أنك ثار الله في الأرض وابن ثاره))[2]، ونحوها غيرها [3].
وهو المناسب لما في حديث جابر قال: ((سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: المصحف والمسجد والعترة. يقول المصحف يا رب حرقوني ومزقوني. ويقول المسجد يا رب عطلوني وضيعوني. وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا. فأجثوا للركبتين للخصومة. فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك))[4].
كما يناسبه أيضاً ما سبق من أن الإمام الحسين (صلوات الله عليه) رمى بدمه الزكي ودم ولده إلى السماء فلم ينزل منه قطرة[5]. وفي بعض المصادر أنه (عليه السلام) خاطب الله عز وجل قائلاً: ((اللهم اطلب بدم ابن بنت نبيك))[6].
وكذا ما ورد في زيارته (عليه السلام) التي علمها الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) لأبي حمزة الشمالي عند السلام على ولده علي بن الحسين الأكبر (عليه السلام) من قوله: ((بأبي أنت وأمي دمك المرتقى به إلى حبيب الله ... يرفع دمك بكفه إلى أعنان السماء، لا ترجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة))[7].
وكذا قوله (عليه السلام) لما ذبح ولده الرضيع : ((والله لأنت أكرم على الله من الناقة، ولمحمد أكرم على الله من صالح))[8].
وإنا لله وإنا إليه راجعون
[1] السيد محمد سعيد الحكيم، فاجعة الطف، الطبعة السابعة، 1442هـ-2021م، القسم الأول: ص109.
[2] کامل الزيارات ص: ٣٦٤، ٣٦٥. تهذيب الأحكام ج: ٦ ص: ٥٥.
[3] کامل الزيارات ص: ٣٥٨، ٣٨٦، ٣٨٩، ٤٠٦. مصباح الزائر ص: ۲۹۲. وغيرها.
[4] الخصال ص: ١٧٥، واللفظ له الفردوس بمأثور الخطاب ج: ٥ ص: ٤٩٩، مقتل الحسين للخوارزمي ج: ٢ ص: ٨٤. كنز العمال ج: ۱۱ ص: ۱۹۳ ح: ۳۱۱۹۰. بحار الأنوار ج: ٢٤ ص: ١٨٦ - ١٨٧، ج: ٨٠ ص: ٣٦٨.
[5] تاريخ مدينة دمشق ج: ١٤ ص: ۲۲۳ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، وتقدمت بقية مصادره عند الكلام في الظواهر الكونية الكاشفة عن الغضب الإلهي للمفاجعة.
[6] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ٢٢٣ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له الوافي بالوفيات ج: ١٢ ص: ٢٦٥ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب(رضي الله عنهما). كفاية الطالب ص: ٤٣١.
[7] كامل الزيارات ص: ٤١٦
[8] تاريخ اليعقوبي ج: ٢ ص: ٢٤٥ مقتل الحسين بن علي.