- روي أن علياً (عليه السلام) قال: قم فاخطب الناس يا حسن، قال: إني أهابك أن أخطب وأنا أراك، فتغيب أمير المؤمنين (عليه السلام) عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه، فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم، ثم نزل فقال علي: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[1].
- روي أن علياً (عليه السلام) اعتل، فأمر ابنه الحسن (عليه السلام)، أن يصلي بالناس يوم الجمعة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إن الله لم يبعث نبياً إلا اختار له نقيباً ورهطاً وبيتاً، فو الذي بعث محمداً بالحق نبياً لا ينتقص من حقنا أهل البيت أحد إلا نقصه الله من عمله، ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة، وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)[2].
- ومن خطب الحسن في أيامه في بعض مقاماته أنه قال: (نحن حزب الله المفلحون، وعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأقربون، وأهل بيته الطاهرون الطيبون، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه والمعول عليه في كل شيء، لا يخطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه، فأطيعونا، فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر مقرونة (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) وأحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان إنه لكم عدو مبين، فتكونون كأوليائه الذين قال لهم (لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ) فلتُلْقَوْن للرماح أزراً، وللسيوف جزراً، وللعمد خطأ وللسهام غرضاً، ثم لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)[3].