الصلاة على محمد وآل محمد

من علامات المحبة والمودة للنبي(صلى الله عليه وآله) إِكثار الصلاة عليه؛ لأَن الصلاة عليه من أَجلِّ الطاعات، ومن أَفضل القربات، فهي تكريمٌ وتشريفٌ له (صلوات الله وسلامه عليه وآله)، قال تعالى: (إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[1]، فالصلاة على محمدٍ وآلهِ من أَفضل أَعمال البر وأَكثرها ثواباً وجزاءً، وهذا ما جاءت به الأَحاديث الشريفة عن أهل بيت العصمة(عليهم السلام)، فقد جاء عن مولانا أَبي عبد الله الصادق(عليه السلام): «مَا في الِميزانِ شيءٌ أَثقلَ مِن الصَّلاة على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ»[2].

والصلاة في أَصل اللُّغة تعني الدُّعاء، فمعنى صلاةِ اللهِ على نبيّه ثناؤهُ عليهِ، ورحمةٌ ورضوانٌ منهُ، ومن الملائِكة الدُّعاءِ والاستغفارِ، ومن الأُمّة التعظيمُ لأَمرهِ، ‏فالصَّلاةُ على محمدٍ وآلِ محمدٍ، أَمرٌ متفقٌ عليهِ بين الفريقين في الذِّكر والفضلِ والأَجرِ.

  ويجب علينا أَن لا نُصلي ونُسلّم على النَّبيِّ(صلى الله عليه وآله) فحسب، بل لا بد من اقتران الصلاة على نبينا بآله(عليهم السلام)، لقول النَّبيِّ(صلى الله عليه وآله): «لا تُصلّوا عليَّ الصَّلاةَ البَتْراءَ» فقالوا: وَمَا الصَّلاةُ البَتْراءُ؟ قالَ(صلى الله عليه وآله): تقولون: «اللُّهمَّ صلِّ على محمدٍ وتُمسكونَ، بَلْ قُولوا: اللُّهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ»[3].

بل إِنَّ أَصل الصلاة لا تتمُّ إِلا بذكر الآلِ، قال إِمامنا الصَّادقُ(عليه السلام): «إِنّ الصَّلاة على محمدٍ وآلهِ من تَمَامِ الصَّلاة، ولا صَلاةَ لهُ إِذا تَرَك الصَّلاة على النَّبي(صلى الله عليه وآله)»[4].

فالصَّلاةُ على محمدٍ وآلِ محمدٍ من المُستحبات والسُّنن المؤكدة في تعاليمِ ديننا، ولها من الفضل والثواب الذي لا يعد ولا يحصى؛ فقد جاء بيان ذلك في أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة نذكر ما تيسر منها:

 عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «كل دعاء يدعى الله عز وجل به محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد»[5].

وعنه(عليه السلام) أيضاً قال: (قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق»)[6].

عن الإمام الرضا(عليه السلام) قال: «من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدما»، وقال: «الصلاة على محمد وآل محمد تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير»[7].

عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من عسرت عليه حاجة فليكثر بالصلاة عليّ فإنها تكشف الهموم والغموم، وتكثر الأرزاق، وتقضي الحوائج»[8].

مجلة اليقين، العدد (27)

 


[1] الأحزاب: 56.

[2] الكافي للكليني: ج2، ص494.

[3] الصواعق المحرقة: ص146، طبعة عام 1385هـ‍.

[4] وسائل الشيعة: ج 4، ص 999.

[5] الكافي للكليني: ج2، ص494.

[6] الكافي للكليني: ج2، ص494.

[7] عيون الأخبار للصدوق: ج1، ص294.

[8] ثواب الأعمال وعقابها للصدوق: ص45.