الأب: دعني أضع أمامك قاعدة عامّة ذات أثر كبير في حياتك وهي:(كُلُّ شيء طاهر، البحار، والأمطار، والأنهار، والأشجار، والصحارى والجبال، والشوارع، والعمارات، والبيوت، والأجهزة والأدوات، والملابس المختلفة وإخوانك المسلمون، وكلُّ شيء طاهر.. وكُلُّ شيء طاهر حتّى يتنجّس، إلَّا..
الولد: إلَّا ماذا؟
الأب: إلَّا ما كان نجساً بطبيعته، بتكوينه، بذاته، (بعينه).
الولد: وما الذي يكون نجساً بطبيعته، بذاته؟
الأب: عشرة أشياء سأعدّدها لك على شكل نقاط متسلسلة:
(1، 2)بول الإنسان وغائطه، وبول وغائط كُلُّ حيوان يحرم أكل لحمه، إذا كانت لهذا الحيوان نفس سائلة كالقطة [وكذا بول ما ليست له نفس سائلة إذا كان ذا لحم].
الولد: وما النفس السائلة؟
الأب: مصطلح سيمرّ عليك أكثر من مرّة في هذا الحوار، يحسن أن نلقي عليه بعض الضوء، ونقول: لهذا الحيوان نفس سائلة إذا اندفع الدم منه بقوّة عند ذبحه، لوجود شريان عنده كالدجاج، ونقول: ليس لهذا الحيوان نفس سائلة إذا سالَ الدم منه عند ذبحه بفتور وهدوء، لعدم وجود شريان عنده كالسّمك.
(3)الميتة من الحيوان ذي النفس السائلة وإِنْ كان حلالاً أكله، وكذلك أجزاؤها الحيّة المقطوعة منها.
الولد: وما هي الميتة؟
الأب: كل ما مات من دون أنْ يذبح على الطريقة الشرعيّة الإسلامية.
الولد: مثلاً؟
الأب: الحيوان الّذي يموت لمرض ـ مثلاً ـ أو بحادث، أو يذبح بطريقةٍ غير شرعيّة، هذه كلها من الميتة؟
الولد: وإذا مات الإنسان فهل ينجس بدنه؟
الأب: نعم إلَّا الشهيد ومن اغتسل لإجراء الحدّ عليه أو القصاص منه.
الولد: وهل يبقى غيرهما نجساً؟
الأب: لا، بل يطهر بدن الميت المسلم بالأغسال الثلاثة التي سأشرحها لك في حواريّة قادمة.
(4)منيّ الإنسان، ومنيّ كل حيوان ذي نفس سائلة [وإنْ كان هذا الحيوان مأكول اللحم].
(5) الدم الخارج من جسد الإنسان، ومن جسد كل حيوان ذي نفس سائلة.
الولد: ودم الحيوان الذي ليس له نفس سائلة؟
الأب: طاهر كدم السمك.
(6) الكلب البرّي بكل أجزاء جسده، حياً وميتاً.
(7) الخنزير البرّي بكل أجزاء جسده، حياً وميتاً.
الولد: والكلب والخنزير البحريّان؟
الأب: طاهران.
(8)الخمر [ويلحق بها الفقّاع[1]].
(9) الكافر حيّاً وميتاً غير المسيحي واليهودي والمجوسي.
(10) عَرَقُ الحيوان الجلال، وهو الحيوان الذي تعوَّد أكل عذرة الإنسان (خروجه).
الأب: هذه الأشياء العشرة نجسة بطبيعتها، وتنتقل النجاسة منها إلى كل ما لاقاها ومسّها واحتكّ بها مع وجود البلل والرطوبة.
الولد: وإذا لم يوجد بلل ورطوبة بينهما؟
الأب: إذا لم يكن هناك بلل ورطوبة فلا تنتقل النجاسة؛ لأنها لا تنتقل في حالة الجفاف، ولا في حالة وجود النداوة المحضة أبداً.
الولد: هل بول أو غائط الحيوانات التي يحل أكْلها كالبقر، والغنم، والدجاج، والطيور بأنواعها المختلفة، والعصافير، والزرازير طاهر أو نجس؟
الأب: طاهر.
الولد: ومخلفات الخفاش؟
الأب: طاهرة.
الولد: والريش من الميتة، والوبر، والصوف، والاظافر، والقرون، والعظام، والأسنان، والمناقير، والمخالب؟
الأب: كلها طاهرة.
الولد: واللحم الذي نشتريه لنأكله، فنلاحظ عليه دماً؟
الأب: هذا الدم طاهر، وكل دم يبقى متخلّفاً في الذبيحة بعد ذبحها بطريقة شرعية، طاهر غير نجس.
الولد: وفضلات الجرذ والفأر؟
الأب: نجسة غير طاهرة، ولو فكرت قليلاً فيما عددت لك من نقاط، لاستطعت أنْ تجيب عن هذا التساؤل بنفسك،ذلك لأنَّ لها شرياناً يتدفق منه الدم عند الذبح.
الولد: لقد بدأت معي حواريتي هذه بقاعدة عامة ذات أثر كبير في حياتي، هل توجد قواعد أخرى أستفيد منها؟
الأب: نعم سأختتم حواريتنا هذه بقواعد عامة هي الأخرى ذات أثر كبير في حياتك.
الأب: القاعدة الأولى: كلّ شيء كان طاهراً فيما مضى ثم تشكّ، هل تنجّسَ بعد ذلك أو بقيَ على طهارته السابقة فهو طاهر.
الولد: إِضرب لي مثلاً على ذلك.
الأب: شرشف نومك مثلاً، كان طاهراً سابقاً، وتشك الآن، هل لاقتْهُ نجاسة ما فنجّستْهُ أو بقي على طهارته السابقة؟ تقول: شرشف نومي طاهر.
القاعدة الثانية: كلّ شيء كان نجساً فيما مضى ثم تشكّ، هل طهّرته بعد ذلك أم بقيَ على نجاسته السابقة؟ فهو نجس.
الولد: مثلاً؟
الأب: يدك مثلاً كانت نجسة، أنت متأكّد من ذلك قبل الآن، وشكَكْتَ بعد ذلك، هل طهّرتها من نجاستها السابقة، أم لم تطهّرها منها؟تقول: يدي نجسة.
القاعدة الثالثة: كلُّ شيء لا تعلم حالته السابقة، أنجساً كان هو قبل الآن أم طاهراً؟ فهو الآن طاهر، ومثال ذلك: سائل في كأس تجهل حالته السابقة لا تدري أنجساً كان فيما مضى أم طاهراً تقول: هذا السائل طاهر.
القاعدة الرابعة: كل شيء تشكّ، هل أصابته نجاسة فتنجس بها أو أخطأتْهُ فلم تصبْه، عندئذ لا يجب عليك الفحص والتحرّي والتدقيق لتتأكد من طهارته، بل تقول هو طاهر، من دون حاجة إلى فحص، حتى ولو كان الفحص سهلاً يسيراً عليك، فمثلا ثوبك كان طاهراً أنت متأكّد من ذلك قبل الآن، وشكَكْتَ الآن هل أصابه بولٌ فتنجّسَ به أو بقيَ على طهارته السابقة؟ فهنا تقول: ثوبي طاهر.