ولذا نرى الإمام الحسين (عليه السلام) يؤيد موقف الإمام الحسن(عليه السلام)، ويدخل فيما دخل فيه، ويبقى على ذلك الموقف بعد وفاة الإمام الحسن (صلوات الله عليه) عشر سنين مع معاوية.
ولما امتنع (صلوات الله عليه) من الاستجابة لمعاوية في البيعة ليزيد بولاية العهد، وعرف رفضه (عليه السلام) لها تطلعت الشيعة لخلع معاوية، وكتب إليه جعدة بن هبيرة من الكوفة كتاباً يقول فيه:
((أما بعد فإن من قبلنا من شيعتك متطلعة أنفسهم إليك، لا يعدلون بك أحداً. وقد كانوا عرفوا رأي أخيك الحسن في دفع الحرب، وعرفوك باللين لأوليائك، والغلظة على أعدائك، والشدّة في أمر الله. فإن كنت تحب أن تطلب هذا الأمر فاقدم علينا، فقد وطنا أنفسنا على الموت معك)).
فأجابه الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بكتاب أعمه إلى جميع أهل الكوفة يقول فيه: ((أما أخي فأرجو أن يكون الله قد وفقه وسدده فيما يأتي. وأما أنا فليس رأيي اليوم ذلك. فالصقوا رحمكم الله بالأرض، واكمنوا في البيوت واحترسوا من الظنة. مادام معاوية حياً. فإن يحدث الله به حدثاً وأنا حي كتبت إليكم برأيي. والسلام))[1].
[1] الأخبار الطوال ص: ۲۲۲ موت الحسن بن علي. وذكر الكتاب بإجمال ونسبه إلى بني جعدة ثم ذكر كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) إليهم جواباً عن كتابهم بتغيير يسير في أنساب الأشراف ج: ٣ ص: ٣٦٦ عند ذكر شبر وشبير ومشبر.