وتتمة لحديثنا هذا يحسن التنبيه الأمور:
أولها: أن النبي (صلى الله عليه وآله) استطاع بحكمته ومرونة سياسته ولين مواقفه أن يسترضي خصومه ولو بحملهم على مجاملته، حتى إن حروب الإسلام، التي كان الهدف منها نشره بين الشعوب المختلفة خارج الجزيرة العربية، كان قوام جيوشها من عرب الجزيرة الذين كانوا في بدء الدعوة كفاراً حاربهم النبي (صلى الله عليه وآله) على الإسلام وأرغمهم على الدخول فيه بعد أن كبّدهم الخسائر الفادحة في النفوس والأموال والامتيازات.
أما بقية الأنبياء ممن عرف عنه الدعوة لدينه والحرب من أجلها فلم يتسن لهم ذلك، بل قاتلوا في سبيل نشر دينهم بمن آمن بهم، مع محق من كفر بهم بغرق أو نحوه، أو مع انكسار شوكتهم بحرب، كما في قضية طالوت وجيشه وجالوت وجيشه.
ثانيها: أن أمته التي اعترفت به طوعاً وكرها لم تختلف معه علناً وتحدياً له في حياته، بل اختلفت بعده فيما بلّغ به مع الاتفاق على احترامه ولو نفاقاً ومجاملة من دون قناعة تامة.
بينما أعلنت بعض الأمم لأنبيائها مخالفتها لهم تحدياً. فقد عبد بنو إسرائيل العجل في حياة موسى (عليه السلام)، وامتنعوا عليه حين أراد منهم دخول الأرض المقدسة التي كتبها الله تعالى لهم، حتى انتهى الأمر بهم إلى أن قالوا لموسى (عليه السلام): ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)[1]. فعاقبهم الله تعالى بالتيه في الأرض أربعين سنة.
وقال بعض اليهود لأمير المؤمنين (عليه السلام): ((ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه. فقال (عليه السلام) له: إنما اختلفنا عنه لا فيه. ولكنكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم: (اجْعَل لَّنَا إِنَّهَا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[2].
ما حدث يناسب الطبيعة البشرية
ثالثها: أن ما حصل في الإسلام ليس أمراً غريباً عن طبيعة البشر في تعاملهم مع دعاة الإصلاح وأصحاب المبادئ مهما أحسنوا إليهم وسعوا في خيرهم. بل الناس نوعاً عبيد العصا، ولا يشكرون الإحسان.
فموقف قريش من النبي (صلى الله عليه وآله) قبل إسلامهم وبعده - على سلبياته المعهودة - أهون بكثير من موقف بني إسرائيل من نبيهم موسى (عليه السلام). لأن دعوة نبينا (صلى الله عليه وآله) للإسلام تقضي على كبرياء قريش، وتسفههم، وتنال من آلهتهم، وتلغي امتيازاتهم وترفع بني هاشم عليهم، كما سبق.
أما النبي موسى (عليه السلام) فقد جاء بني إسرائيل بعد طول انتظار، وأنقذهم الله تعالى به من محنتهم العظمى مع فرعون، فانتقم لهم منه، وأورثهم مشارق الأرض ومغاربها ببركته. ومع كل ذلك فقد رأى هو وبقية أنبيائهم الأمرّين مما حكاه القرآن الكريم، وتضمنه تاريخهم الطويل.
وذلك بمجموعه يكشف عن تميز نبينا (صلى الله عليه وآله) بدعم إلهي عظيم، وشخصية رفيعة المستوى في العلم والأخلاق والسلوك، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلق عظيم)[3] وقال عز وجل: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[4] وقال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[5].
وقال جل شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)[6].
فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، وهدانا إلى الدين القويم والصراط المستقيم ببركته. ونسأله تمام النعمة بالتوفيق للثبات على الحق وحسن الخاتمة.
موقف الأئمة (عليهم السلام) من الجهاد
رابعها: أن اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) - تبعاً له - بالتعريف بالإسلام خارج الجزيرة العربية وإسماع دعوته، ثم انتشاره بين الشعوب المختلفة، وما ترتب على ذلك تدريجاً من قيام أمة معتد بها تحمل الإسلام الحق وتدعو إليه، كل ذلك قد يفسر لنا اختلاف موقف الأئمة (صلوات الله عليهم) من الجهاد تحت راية الخلافة غير الشرعية.
فأمير المؤمنين (عليه السلام) قد دعم السلطة في حروب الإسلام الأولى ضد الإمبراطوريتين الفارسية والرومية، واشترك جماعة من أصحابه فيها، رغم ما كان فيها من سلبيات، كما تقدم منّا في أوائل المبحث الأول فيما من شأنه أن يترتب على انحراف مسار السلطة في الإسلام.
وذلك لتوقف انتشار الإسلام عليها. إذ لولاها لبقي الإسلام محاصراً في الجزيرة العربية، بل قد يقضى عليه من قبل الإمبراطوريتين المذكورتين لو هاجماه في عقر داره، قبل أن تقوى معنويات المسلمين في الجزيرة العربية بالهجوم عليهما واختراقهما في عقر دارهما، ثم الانتصار الكاسح عليهما.
وقد يضاف لذلك أن أصحابه ببعدهم عن جو المدينة المنورة المعزول -الذي أحكمت السلطة سيطرتها عليه إدارياً وثقافياً - وخروجهم مع الجيوش في آفاق الأرض ينفتحون على من معهم من المسلمين الغافلين عن كثير من الحقائق، لعلهم يجدون من يسمع منهم ويتقبل الحقيقة، فيعرّفوه ببعض ما يعرفون من حقائق في انحراف السلطة، وما يترتب على ذلك من مضاعفات ليؤدوا ما عليهم - حسب ما يتيسر لهم - من نشر الثقافة الدينية السليمة، من دون أن يلفت ذلك نظر السلطة.
ولعل من ذلك ما عن زهير بن القين حينما جمعه الطريق مع الإمام الحسين (عليه السلام) في مسيره إلى العراق، حيث استدعاه (عليه السلام) فذهب إليه، ولما رجع نقل ثقله إلى ثقل الحسين (عليه السلام)، ثم قال لأصحابه: ((من أحب منكم أن يتبعني، فإنه آخر العهد. وسأحدثكم حديثاً. غزونا بلنجر ففتح علينا، وأصبنا غنائم ففرحنا. وكان معنا سلمان الفارسي، فقال لنا: إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم. فأما أنا فأستودعكم الله))[7].
ولما اقتحم جيش المسلمين نهر دجلة بخيولهم إلى المدائن، التي فيها إيوان كسرى، كان سلمان الفارسي يسير بجنب سعد بن أبي وقاص، وسعد يقول: ((حسبنا الله ونعم الوكيل. والله لينصرت الله دينه، وليهزمنّ عدوه إن لم يكن في الجيش بغي أو ذنوب تغلب الحسنات))، فقال له سلمان: ((الإسلام جديد ذللت لهم البحور، كما ذلل لهم البر. أما والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً)[8].
وكأنه يشير إلى ما سوف يأتي من الفتن التي تخرج أفواجاً من المسلمين عن الدين، ومنها فاجعة الطف، حيث كان بعض قادة جيوش المسلمين في حروب العراق من قادة الجيش الذي سار لقتال الإمام الحسين (عليه السلام)، كما صار بعضهم من الخوارج الذين قتلوا في النهروان حيث يكشف ذلك عن أن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) كان يظهر بعض ما كان يعلم إذا وجد مجالاً لذلك.
وهناك من يرى أن جذور التشيع في بلاد الشام بدأت بجهود أبي ذره (رضي الله عنه) عند خروجه مع المسلمين إلى الشام.
أما بعد ذلك وبعد أن بذر أمير المؤمنين (عليه السلام) بذرة التشيع في الكوفة، وآمن به جماعة معتد بها، فقد انصرف الأئمة (صلوات الله عليهم) إلى تركيز معيار الإمامة، وأنها لهم (عليهم السلام) بالنص من الله عز وجل، وأنهم (عليهم السلام) المعنيون بأولي الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، ثم الاهتمام بتثقيف شيعتهم بثقافتهم السليمة، كما تقدم في تتمة الكلام في النشاط الثقافي للإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام).
ولم يظهر منهما ولا ممن بعدهما من الأئمة (عليهم السلام) التشجيع على الجهاد تحت راية الخلافة غير الشرعية، بل يظهر من الإمام زين العابدين (عليه السلام) عدم الاهتمام به، أو عدم شرعيته.
ففي موثق سماعة أو صحيحه عن أبي عبد الله (عليه السلام): ((قال: لقي عباد البصري علي بن الحسين (عليه السلام) في طريق مكة. فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه. إن الله عز وجل يقول: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سبيل الله...) الآية. فقال علي بن الحسين (عليه السلام): أتم الآية. فقال: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ...) الآية. فقال علي بن الحسين(عليه السلام): إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج))[9]. ونحوه غيره.
بل ورد في غير واحد من النصوص عن الأئمة من بعده (صلوات الله عليهم) المنع من الجهاد تحت راية حكام الجور، وفي بعضها أنه مثل الميتة والدم ولحم الخنزير[10]. وفي معتبر أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): ((قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم، ولا ينفذ في الفيء أمر الله عز وجل. فإنه إن مات في ذلك المكان مات ميتة جاهلية))[11].
وذلك يكشف عن أن اشتراك خاصة الصحابة من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحروب الأولى بإذن منه (عليه السلام) لخصوصية فيها. ولعله لما ذكرناه من أهمية نشر الإسلام وتعريف الشعوب به والتعريف بالحقيقة بما يتيسر لهم. وبعد أن حصل ذلك بتلك الحروب لم يكن هناك مسوّغ للجهاد مع غيرهم (عليهم السلام) من أئمة الجور.
نعم رخصوا (عليهم السلام) لشيعتهم الجهاد الدفاعي في الثغور لصد هجوم العدو على بلاد الإسلام، كما يذكر في محله من الفقه. والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة الأمر.
مخادعة المنافقين
خامسها: قد ظهر من حديثنا هذا أمر لم نعثر على من نبّه له قد يكشف عن نكتة بيانية في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)[12].
وهو أنه يمكن حمل خدع الله عز وجل لهم على أنهم يحسبون أن إظهارهم الإيمان وإقرارهم بالإسلام نفاقاً، وقبوله تعالى هو ورسوله (صلى الله عليه وآله) منهم ذلك، خدعاً منهم له تعالى، حيث قد نفعهم في دنياهم من دون أن يكسب الإسلام بواقعه السليم منهم شيئاً، بل حرفوا الإسلام واستغلوه لأطماعهم، كما يريدون.
لكنهم غفلوا عن أن قبول الله تعالى ذلك منهم كان لصالح الإسلام السليم، ومكسباً له. حيث أدى إلى نشرهم الإسلام بإطاره العام وتعريف الشعوب به.
وبذلك تحققت الأرضية المناسبة لصالح الإسلام الحق، حيث فسح المجال لأئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وصالح المؤمنين من أهل البصائر في العمل وبذل الجهد لتنبيه عامة المسلمين للدين الحق بواقعه السليم وبتمام تعاليمه، ومنها ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وموالاة وليهم ومعاداة عدوهم بعد وضوح الحجة وكثرة الأدلة، لما سبق من اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بالتبليغ بوجه مكثف، بحيث تقوم به الحجة مهما امتد الزمن وتعاقبت الأجيال.
وبذلك قامت أمة كبيرة تؤمن بذلك، وتتبناه بإصرار قد يبلغ حدّ التضحية. وهذه الأمة تنهض بالدعوة له، وتستقطب من كتب الله عز وجل له التوفيق لطلب الحقيقة وقبولها، ورفض الباطل وأهله، والبراءة من الظالمين مهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال.
وقد سبق منّا أن ذلك هو هدف الله تعالى من إرسال رسله، وإن لم يترتب عليه قبول جميع الناس لهم وإيمانهم برسالتهم.
ولولا ما قام به المنافقون من الإقرار ظاهراً بالإسلام، ثم نشره بين الشعوب المختلفة رغبة في الحكم والسلطة في الدنيا لما تيسر للقلة من ذوي البصائر والإيمان الخالص شيء من ذلك.
وبذلك يظهر أنه كما حاول المنافقون خدع الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) لأطماعهم الدنيوية، خدعهم الله عز وجل باستخدامهم لصالح دعوته الحقة من حيث لا يشعرون.
بل ترتب على ذلك كشفهم على حقيقتهم وفضحهم، وتسليط الضوء على جرائمهم، والتشنيع بها عليهم. وأي خدع أشد عليهم من ذلك؟! وبه يمكن تفسير الآية الشريفة.
وما ذكرناه يتناسب مع ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أنه قال في واقعة خيبر بعد قصة طويلة: ((يا بلال قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن. وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر))[13]. ومثله ما سبق عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) في فتح المدائن.
وكذا ما ورد في كتاب الإمام الحسين (صلوات الله عليه) لبني هاشم من قوله (عليه السلام): ((أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح)). حيث ظهر مما تقدم في كتابنا هذا أن من أهم ما ترتب على استشهاده (عليه السلام) فضح المنافقين وسقوط قدسية السلطة، منعاً لها من الحق في التشريع. والله سبحانه وتعالى أعلم.
هذا ما تيسر لنا من الكلام في هذا الموضوع. وهو على اختصاره قد تضمن نكات مهمة، تفتح الآفاق للباحث عن الحقيقة، وتيسر له التوسع واستعراض الشواهد الكثيرة عليها، والمؤكدة لها.
ونسأل الله عز وجل المزيد من التوفيق والتسديد لنا وللمؤمنين. وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليماً كثيراً.
[1] سورة المائدة الآية: ٢٤.
[2] نهج البلاغة ج: ٤ ص: ٧٥. أماني المرتضى ج: ۱ ص: ۱۹۸.
[3] سورة القلم الآية: ٤.
[4] سورة آل عمران الآية: ١٥٩.
[5] سورة الأنبياء الآية: ١٠٧.
[6] سورة الأحزاب الآية: ٤٥-٤٦.
[7] الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٤٢ عند الكلام في مسير الحسين إلى الكوفة، واللفظ له. مقتل الخوارزمي ج:1 ص: ٢٤ عند الكلام في خروج الحسين من مكة إلى العراق. وغيرهما من المصادر. ونسب الطبري في تاريخه الكلام المذكور نسلمان الباهلي، والظاهر أنه خطأ منه.
[8] الكامل في التاريخ ج ۲ ص: ٥١٢ عند ذكر فتح المدائن التي فيها إيوان كسرى. البداية والنهاية ج: ٧ ص: ٧٦ في ذكر المدائن. وذكره الطبري باختصارج: ٣ ص: ۱۲۲ عند التعرض الحديث المدائن القصوى.
[9] وسائل الشيعة ج: ۱۱ باب: ۱۲ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه حديث: ٣.
[10] وسائل الشيعة ج: ۱۱، باب: ۱۲ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه حديث: ١.
[11] وسائل الشيعة ج: ۱۱ باب ۱۲ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه حديث: ٨.
[12] سورة النساء الآية: ١٤٢.
[13] صحيح البخاري ج: ٦ ص: ٢٤٣٦ كتاب القدر باب العمل بالخواتيم، واللفظ له. السنن الكبرى ج: ۸ ص: ۱۹۷ كتاب المرتد باب ما يحرم به الدم من الإسلام زنديقاً كان أو غيره. مسند أحمد ج: ٢ ص: ٣٠٩ في حديث أبي هريرة، وغيرها من المصادر.