تسهيل أمر التبليغ

السادس: أن موقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا - المبني على الرفق والتسامح والتغاضي عن سلبيات المجتمع المتقدمة - سهّل عليه عملية التبليغ بهذه الكثرة وبهذا الوضوح، بحيث لم تمنع المعوقات الكثيرة من انتشار الكثير الكافي في إقامة الحجة ورفع العذر على طول المدة. لأن المنافقين لا يهمهم التبليغ وإقامة الحجة إذا لم يمنعهم من تنفيذ مشروعهم.

أما لو كان (صلى الله عليه وآله) حدّياً مجدّاً في تنفيذ ما يبلغ به لاضطرهم ذلك لمواجهته بالرِّدة أو الطعن في عصمته، كما بدر ذلك منهم برميه (صلى الله عليه وآله) بالهجر في رزية الخميس المعروفة. وسبق من عبد الله بن عمرو بن العاص ما يناسبه.