وإلى هذا يشير ما رواه معروف بن خربوذ، قال: ((سمعت أبا عبيد الله مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لخطبة خطينا في مرضه الذي توفي فيه. خرج متوكئاً على علي بن أبي طالب وميمونة مولاته، فجلس على المنبر، ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين. وسكت، فقام رجل فقال: يا رسول الله ما هذان الثقلان؟ فغضب حتى احمر وجهه، ثم سكن. وقال: ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن ريوت فلم أستطع: سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم تعملون فيه كذا وكذا. ألا وهو القرآن. والثقل الآخر أهل بيتي.
ثم قال: وأيم الله إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم.
ثم قال: والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نوراً يوم القيامة حتى يرد عليّ الحوض، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة. فقال أبو جعفر: إن أبا عبيد الله يأتينا بما يعرف))[1].