اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بالتبليغ

أما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأهم شيء عنده - بالرغم مما سبق - القيام بوظيفته الكبرى، وهي التبليغ برسالات ربه وبیان شرائعه في العقائد والأحكام الشرعية، ومعايير الموالاة والمعاداة في الله تعالى، وغير ذلك من المعارف الدينية، بما في ذلك الإخبار عن الحوادث المستقبلة التي يكون حصولها شاهداً على صدقه، وسبباً لوضوح حجته.

ومن الظاهر أنه لا يترتب الأثر على ذلك إلا بالحفاظ على قدسيته في نفوس المسلمين، واحترام قوله وعمله، والإذعان بأنه لا ينطق ولا يفعل إلا تبعاً لما يوحى إليه من الله تعالى.

وأنه منزّه في فعله وقوله عن التأثر بالهوى والعواطف الشخصية في الحب والبغض وغير ذلك مما يخرج عن الوحي الإلهي الملزم للناس والرافع لعذرهم.