ويضاف إلى ذلك أن قريشاً كانت من أشد القبائل ضدّ الإسلام، وقادت حروباً كثيرة معه. وخسرت نتيجة ذلك أكابرها وشخصياتها البارزة ذات المقام الرفيع فيها، حتى قال الشاعر محرضاً على أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد حرب بدر في ضمن مقطوعة له تقدمت عند استعراض نماذج من تحريف الأمويين للحقائق:
((أين الكهول؟! وأين كل دعامة
في المعضلات؟! وأين زين الأبطح؟!))
وخلّف ذلك ثارات كثيرة وأحقاداً عميقة، حتى قال عمر لابن عباس: ((إنهم ينظرون إليكم نظر الثور إلى جازره))[1]. وحتى قالوا: إن محمداً كنخلة نبتت في كناسة[2]. حقداً على بني هاشم بعد أن تعذر عليهم أن يجاهروا بذلك في حق النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه.
[1] شرح نهج البلاغة ج: ۱ ص: ۱۹۰ في ذكر قصة الشورى وأيضاً في ج: ١٢ ص: ٩ في كلام له (عليه السلام) في شأن عمر بن الخطاب. بحار الأنوارج: ٣١ ص: ٧٦.
[2] المستدرك على الصحيحين ج: ٣ ص: ٢٤٧ في قوله ﷺ: أنا خير خيركم قبيلاً، واللفظ له. ستن الترمذي ج: ٥ ص: ٢٤٣ في ذكر مناقبه ﷺ. إمتاع الأسماع ج: ٣ ص: ٢٠٥ في ذكر شرف أصله ﷺ وتكريم حسبه. كتاب سليم بن قيس ص: ۲۳٥، ۳۷۹ الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص: ١٣٤.