ويزيد الأمر تعقداً في عصر الغيبة، حيث لا معصوم ناطق يرعى بالمباشرة الدين والدولة. وغاية ما نملك مجتهدون معرضون للخطأ، وهم يختلفون في معرفة الحكم الشرعي وتحديده، وفي الطريق الأمثل لتطبيقه نسبياً. ولا يملك أي منهم القدرة على إقناع الآخرين بما أدى إليه اجتهاده، وليس له الحق في فرض قناعته على غيره.
مضافاً إلى ما أفرزته التداعيات السابقة من نظريات مناهضة للدين يروج لها الأعداء والنفعيون، وعقبات وألغام يزرعونها في طريق العاملين المخلصين الثابتين، الذين هم أقلّ القليل.
ويدعمها في ذلك قوى هائلة ظاهرة وخفية تحاول أن تمسك بزمام الأمور لا يهمها تدمير المجتمع الإنساني في سبيل مصالحها الخاصة، ومن أجل تنفيذ مخططاتها الجهنمية.
وكلما امتدّ الزمن بالمجتمع الإنساني المريض زادت الأوضاع سوءاً والأمور تعقداً، وتضاعفت المشاكل والسلبيات، إلا أن تتدخل العناية الإلهية بنحو خاص. ولا مفرج إلا الله عز وجل. وإليه يرجع الأمر كله.