وإنما قلنا ا آنها بتعذر الإصلاح التام وتطبيق حكم الإسلام كاملاً من أجل الواقع الذي حصل، حيث انحرفت من اليوم الأول مسيرة السلطة في الإسلام، فترتب على ذلك التلاعب في الدين، وإبعاد المخلصين، ونفوذ المنافقين، واختلاف الأمة وانشقاقها على نفسها، وطمع في السلطة من ليس أهلاً لها، من دون ضابط ولا وازع، حتى انتهى الأمر إلى أعداء الإسلام والمسلمين، والموتورين منه ومنهم.
ثم ظهرت الفرق في الأمة، وانشقت على نفسها. وصار لكل فرقة دينها الذي تختص به، ومقاييسها التي تجري عليها. وقد تجذرت في أعماقها، بحيث يصعب التحرر منها والفحص عن الحق بموضوعية خالصة.
وفتح باب الاجتهاد والتشبث بالمبررات للخروج عن النص، ومرضت النفوس، وتعودت على اللف والدوران، والبغي والعدوان، وظهرت كوامن النفوس الشريرة، وشيب الحق بالباطل.