اعتماد التشيع بالدرجة الأولى على الكتاب والسنة

وذلك لاعتماد التشيع المذكور بالدرجة الأولى على الكتاب المجيد والسنة الشريفة. وخصوصاً السنة، التي حاولت السلطة في الصدر الأول تغييبها، والتحجير عليها، والمنع من روايتها إلا في حدود مصلحتها، كما سبق.

ومن الطريف جداً أن العناية الإلهية حفظت لهذا التشيع ما يكفي في الاستدلال عليه والرد على خصومه، من الكتاب المجيد وأحاديث الجمهور ورواياتهم، ومن التاريخ الذي ثبتوه بأنفسهم، بحيث لو تجرد الباحث عن التراكمات والموروثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ونظر في تلك الأحاديث ووقائع التاريخ بموضوعية تامة، لا تضحت له معالم الحق، وبخع لدعوة التشيع، ولزم خط أهل البيت (صلوات الله عليهم).

وقد تقدم في أوائل المقام الثاني عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه) أن طالب الحق أسرع إلى هذا الأمر من الطير إلى وكره[1].

وقد حاول أهل العلم من خصوم التشيع تجاهل تلك الآيات والأحاديث، وعدم التركيز عليها، أو الجواب عنها بوجوه ظاهرة التكلف والتعسف، بنحو لا يخفى على طالب الحق، وعلى المنصف.

 


[1] تقدم عند الكلام في مواجهة السلطة الجهود أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن من شأن التشيع الانتشار إذا لم تزرع الألغام في طريقه.