أما إذا فقدت السلطة شرعيتها وانفصلت عن الدين بنظر الجمهور، نتيجة قيامها بمثل هذه الجريمة النكراء، فتكون للتضحية ثمرتها المهمة لصالح الدين. بل تكون فتحاً عظيماً تهون دونه هذه النتائج والسلبيات.
على أنه كلما زاد الحاكم إمعاناً في الجريمة تأكد عند الناس بعده عن الشرعية. وكلما شعر هو بأن الناس لا تقتنع بشرعيته زاد استخفافاً بالدين وتجاهراً بمخالفته، لشعوره بعدم الفائدة من مجاملة الناس وستر أمره عليهم.
وذلك مكسب عظيم جداً للإسلام في تلك الظروف التي كان يمرّ بها، حيث يؤكد عدم شرعية السلطة التي تحاول أن تقنع الناس بأنها هي الممثل له.