وعلى ضوء ذلك لا علاج المأساة الإسلام والمسلمين، في تلك المرحلة الحساسة، إلا بإحراج السلطة بموقف يستثيرها، ويفقدها توازنها، لتتخذ خطوة سابقة لأوانها، وتقوم بجريمة نكراء، تنكشف به على حقيقتها، وتستفز جمهور المسلمين، وتذكرهم بدينهم ومبادئهم السامية، وتثير غضبهم، وتفصلهم عنها وتخسر ثقتهم بها.
وبذلك تفقد السلطة فاعليتها في التثقيف، وقدرتها على التحريف. ويكون تعامل الجمهور معها تعامل الضعيف مع القوي، والمقهور مع القاهر، لا تعامل الرعية مع الراعي، والأتباع مع القائد.