كما أن الخاصة من ذوي الدين والمقام الرفيع في المسلمين إذا انسجموا مع الحاكم الظالم خَفَتَ بريقهم، وسقطت هالة الاحترام والتقديس لهم، فيضعف تأثيرهم تدريجاً في إصلاح المجتمع الإسلامي، وتنبيهه من غفلته.
ولا سيما أن الحاكم - من أجل تثبيت شرعية حكمه - يحاول جرّهم للانصهار به، وجعلهم واجهة له، يتجمل بهم، أو يجعلهم آلة لقضاء مآربه.
فإن امتنعوا حجّم دورهم، أو قضى عليهم. وإن تجاوبوا معه لوّثهم بجرائمه، فيقل احترامهم في نفوس الناس تدريجاً، ويضعف تأثيرهم في إصلاح المجتمع، حتى ينتهي أخيراً وينفرد هو في الساحة.