ما حصل هو النتيجة الطبيعية لخروج السلطة عن موضعها

ومهما يعتصر قلب المسلم ألماً لذلك، فإنه لا ينبغي أن يستغرب ما حصل، إذ هو النتيجة الطبيعية للخروج عن مقتضى النص الإلهي. إذ كلما امتدّ الزمن بالانحراف في المسيرة، وفتح الباب للاجتهادات والمبررات المواقف السلطة وأَلِف الناس ذلك، تضاعفت التداعيات والسلبيات، وزاد السير بعداً عن الطريق المستقيم، وفقدت القيود والضوابط، بنحو يتعذر معه الرجوع إليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولنكتف بهذا المقدار في عرض مواقف السلطة في عهد معاوية لمواجهة جهود أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في كبح جماح الانحراف الذي حصل، نتيجة الخروج بالسلطة في الإسلام عن موضعها، وخروج الأمة في مسيرتها عن الطريق الصحيح الذي أراده الله تعالى لها.