قيامه (عليه السلام) بالأمر بعد عثمان بعهد من الله تعالى

ومن الطبيعي أن ذلك كله كان بعهد إليه من النبي (صلى الله عليه وآله) عن الله عز وجل (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)[1].

قال (عليه السلام) في خطبته لما بويع: ((ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم (صلى الله عليه وآله). والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم. وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا. والله ما كتمت وشمة، ولا كذبت كذبة. ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم... حق وباطل. ولكل أهل. فلئن أمر الباطل لقديماً فعل. ولئن قلّ الحق فلربما ولعل. ولقلها أدبر شيء فأقبل))[2].

وذيل هذا الكلام مشعر بيأسه (عليه السلام) من تعديل مسار السلطة في الإسلام، وبقاء الخلافة في موضعها الذي وضعها الله عز وجل فيه بعد أن خرجت عنه وأدبرت.

 


[1] سورة الأنفال الآية: ٤٢.

[2] نهج البلاغة ج: 1 ص: 47-48، واللفظ له. الكافي ج: ٨ ص: ٦٧-٦٨.