والمتحصل من جميع ما سبق أن أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يقبل بالبيعة من أجل أن يرجع الحق إلى أهله، وتبقى السلطة في الإسلام في مسارها الذي أراده الله تعالى لها. لأنه كان على يقين من عدم تيسر ذلك، وأنه لابد من عود السلطة إلى الانحراف في مسارها.
وإنما كانت الثمرة المهمة لتوليه الله الخلافة تنبيه الأمة لانحراف مسار السلطة في الإسلام، وظهور كثير من الأحكام الشرعية والحقائق التي يتوقف عليها بقاء دعوة الإسلام الحق، وسماع صوتها، إقامة للحجة، حتى مع عود السلطة للانحراف الذي فرض على الإسلام بعد ارتحال النبي للرفيق الأعلى.