إيمان ثلة من الخاصة بدعوته (عليه السلام) وتضحيتهم في سبيلها

ووجد (صلوات الله عليه) من ذوي المقام الرفيع في العقل والدين وقوة الشخصية، والذين فرضوا احترامهم على المسلمين - بورعهم وأثرهم الحميد في الإسلام - من تقبلها بتفهم وتبصر وإخلاص وإصرار، وتبنى حمل رايتها والدعوة لها متحدياً قوى الشر والطغيان.

وتحمل في سبيل ذلك ضروب المصائب والمحن، ومختلف أنواع التنكيل من السجن والتشريد والقتل والتمثيل والصلب وتشويه السمعة والتشنيع غير المسؤول، وانتهاك الحرمات العظام بوحشية مسرفة.

ثم تعاهد شجرتها من بعده بقية الأئمة من ولده (صلوات الله عليهم)، كما يظهر مما يأتي إن شاء الله تعالى. ودعمها الإمداد والتسديد الإلهي على طول الخط.

وبذلك بقيت هذه الدعوة الشريفة وانتشرت بين المسلمين، بل في جميع أنحاء العالم. وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل، مرفوعة الراية، مسموعة الصوت على طول المدة، وشدة المحنة، وتتابع الفتن.

بل لم يشهد التاريخ - فيما نعلم - دعوة حافظت على أصالتها ونقائها، واستمرت في مسيرتها وتوسعها وانتشارها - رغم المعوقات الكثيرة - كهذه الدعوة الشريفة.