أهداف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تسلمه للسلطة

ومن هنا لا بد أن يكون هدفه (صلوات الله عليه) من تسنم السلطة ليس هو ما اندفعت الجماهير له، وتخيلته ممكناً، من إصلاح الأوضاع العامة، أو تعديل مسار السلطة في الإسلام. وإنما الدافع المهم له عهد النبي (صلى الله عليه وآله) له بالقيام بالأمر إذا وجد أنصاراً، حيث يأتي منه (عليه السلام) التصريح حين بويع بأنه قد نبئ بهذا المقام وهذا اليوم.

وهو (عليه السلام) القائل في الخطبة الشقشقية: ((أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عَنز))[1]... إلى غير ذلك مما يشهد بأنه (عليه السلام) ينفذ عهداً عُهِد له وأمراً فرض عليه. وربما يأتي بعض كلامه (عليه السلام) في ذلك.

وعلم الله تعالى ما هي المصالح والأهداف التي ألزمته (عليه السلام) بذلك. لكن الذي يظهر لنا أمور مهمة جداً في صالح الإسلام ودعوة الحق بعد تحقق الانحراف في مسيرته، وفرضه عليه كواقع لا يمكن التخلص منه.

 


[1] نهج البلاغة ج: ١ ص: ٣٦-٣٧، واللفظ له. علل الشرائع ج: ١ ص: ١٥١. الإفصاح للمفيد ص: ٤٦. ينابيع المودة ج: ١ ص: ٤٣٨. وغيرها من المصادر.