لكن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كان يعلم من أول الأمر بفشل مشروع الإصلاح الذي طلبوا منه البيعة من أجله، كما يشير إلى ذلك ما تقدم من قوله(عليه السلام): ((فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وله ألوان، لا تقوم به القلوب، ولا تثبت عليه العقول)). وما يأتي من خطبته حين بويع.
وقد عهد له النبي (صلى الله عليه وآله) - بل للأمة عامة - بخروج الناكثين والقاسطين والمارقين عليه[1]، وبكثير من تفاصيل ذلك، ومنها إرغامه على التحكيم [2]، وما استتبعه من فتنة الخوارج [3]، ثم قتله (عليه السلام) بعد أن يتجرع الغيظ[4]، وبقيام دولة بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن [5].
وهو القائل: ((أتاني عبد الله بن سلام، وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق، فقال: لا تأتي [كذا في المصدر] العراق، فإنك إن أتيته أصابك به ذباب السيف)). قال أبو الأسود الدؤلي: ((قال علي: وأيم الله لقد قالها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلك))[6].
والقائل في حرب صفين، وهو في أوج قوته العسكرية: ((ما اختلفت أمة قط بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها)) [7]، والقائل في الكوفة: ((إني أقاتل على حق ليقوم. ولن يقوم. والأمر لهم))[8].
كما قال (عليه السلام) أيضاً: ((أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه، ولن تقتلوه. ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني...))[9]... إلى غير ذلك مما يجده الناظر في تاريخ تلك الحقبة وما يتعلق بها، ولا سيما ما ورد في أخبار أهل البيت (صلوات الله عليهم).
[1] المستدرك على الصحيحين ج: ٣ ص: ١٣٩،١٤٠ كتاب معرفة الصحابة: فضائل علي بن أبي طالب(رضي الله عنه): إخبار رسول الله ﷺ بقتل علي. مجمع الزوائد ج: ٥ ص: ١٨٦ كتاب الخلافة: باب الخلفاء الأربعة، ج: ٦ ص: ٢٣٥ كتاب قتال أهل البغي: باب ما جاء في ذي الثدية وأهل النهروان، ج: ۷ ص: ۲۳۸ كتاب الفتن: باب فيما كان بينهم في صفين. السنة لعمرو بن أبي عاصم ص: ٤٢٥. مسند أبي يعلى ج: ۱ ص: ۳۹۷ مسند علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، ج: ٣ ص: ١٩٤-١٩٥ مسند عمار بن ياسر. المعجم الكبير ج: ٤ ص: ١٧٢ فيما رواه محنف بن سليم عن أبي أيوب، ج: ۱۰ ص: ۹۱، ۹۲ باب من روى عن ابن مسعود. المعجم الأوسط ج: ۸ ص: ۲۱۳، ج: ٩ ص: ١٦٥. الاستيعاب ج: ٣ ص: ۱۱۱۷ في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر الكثيرة.
[2] السنن الكبرى للنسائي ج: ٥ ص: ١٦٧ كتاب الخصائص: ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): ذكر ما خص به علي من قتال المارقين: ذكر الأخبار المؤيدة لما تقدم وصفه. فتح الباري ج: ٧ ص: ٣٨٦. شرح نهج البلاغة ج: ۲ ص ۲۳۲. تاريخ الإسلام ج: ۲ ص: ۳۹۱ قصة غزوة الحديبية. السيرة الحلبية ج: ٢ ص: ۷۰۷ غزوة الحديبية مجمع البيان للطبرسي ج: ٩ ص: ۱۹۹. وغيرها من المصادر.
[3] مجمع الزوائد ج: ٦ ص: ٢٤١ كتاب قتال أهل البغي: باب منه في الخوارج. فتح الباري ج: ۱۲ ص: ٢٦٤، ٢٦٥. مسند أبي يعلى ج: ١ ص: ۳۷۰-۳۷۱ مسند علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). المصنف العبد الرزاق ج: ٣ ص: ٣٥٨ كتاب فضائل القرآن: باب سجود الرجل شكراً. السنة لعمرو بن أبي عاصم ص: ٥٨٥. السنن الكبرى ج: ٥ ص: ١٦٣ كتاب الخصائص: ثواب من قاتلهم (الخوارج). المعجم الأوسط ج: ٤ ص: ٢٢٤. تاريخ بغداد ج: ١٢ ص: ٤٤٨ في ترجمة قيس بن أبي حازم، ج: ۱۳ ص: ۹۷ في ترجمة مسلم بن أبي مسلم، ص: ۲۲۳ في ترجمة ميسرة أبي صالح. كنز العمال ج: ۱۱ ص: ٢۸۹ - ٢٩٠ ح: ٣١٥٤٨. وغيرها من المصادر الكثيرة.
[4] المستدرك على الصحيحين ج: ۳ ص: ۱۳۹ کتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين على (رضي الله عنه). تاريخ دمشق ج: ٤٢ ص: ٤٢٢، ٥٣٦ في ترجمة علي بن أبي طالب. الكامل في التاريخ ج: ٣ ص: ٣٨٨ أحداث سنة أربعن من الهجرة: ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). ذكر أخبار أصبهان ج: ۲ ص: ١٤٧ في ترجمة عطاء بن السائب. كنز العمال ج: ۱۱ ص: 618 ج: ۳۲۹۹۹. الفصول المهمة ج: ١ ص: ٦٠٩ الفصل الأول في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه): فصل في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام). وغيرها من المصادر.
[5] سنن الترمذي ج: ٥ ص: ١١٥ كتاب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ: باب سورة القدر. المستدرك على الصحيحين ج: ۳ ص: ۱۷۰- ۱۷۱ کتاب معرفة الصحابة: ومن فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) وذكر مولده ومقتله. سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ۲۷۲ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. المعجم الكبير ج ۳ ص: ۸۹ -۹۰ فيما رواه يوسف بن مازن الراسبي عن الحسن بن علي (رضي الله عنه). مسند الشاميين ج: ٢ ص: ١٥٢. فضائل الأوقات للبيهقي ص: ۲۱۱ باب فضل ليلة القدر. تاريخ دمشق ج: ۱۳ ص: ۲۷۸ -۲۷۹ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. أسد الغابة ج: ٢ ص: ١٤ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر الكثيرة.
[6] المستدرك على الصحيحين ج: ٣ ص: ١٤٠ كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، واللفظ له. صحيح ابن حيان ج: ١٥ ص: ۱۲۷ باب إخباره ﷺ عما يكون في أمته من الفتن والحوادث: ذكر الإخبار عن خروج علي بن أبي طالب (رضوان الله عليه) إلى العراق. مسند الحميدي ج: ١ ص: ٣٠. الآحاد والمثاني ج: ١ ص: ١٤٤. موارد الظمآن ج: ٧ ص: ١٤٨. تاريخ دمشق ج: ٤٢ ص: ٥٤٥ في ترجمة علي بن أبي طالب. أسد الغابة ج: ٤ ص: ٣٤ في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر الكثيرة.
[7] وقعة صفين ص: ٢٢٤. شرح نهج البلاغة ج: 5 ص: ۱۸۱. الأماني للمفيد ص: ٢٣٥. الأماني للطوسي ص: ١١.
[8] الفتن لا بن حماد ص: ٧٠ ما يذكر في ملك بني أمية وتسمية أسمائهم بعد عمر(رض)، واللفظ له. إمتاع الأسماع ج: ۱۲ ص: ۲۱۱ إخباره ﷺ بملك معاوية. الملاحم والفتن لابن طاووس ص: ۳۳۹ الباب: ٣٧
[9] نهج البلاغة ج: ١ ص: ١٠٥-١٠٦.