أما أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فقد بذل جهده من أجل إصلاح الأمور، وحلّ المشكلة بين عثمان والناس. وقد سبق عن مروان بن الحكم أنه قال للإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): ((ما كان أحد أكف عن صاحبنا من صاحبكم))[1] وإن كان الأمر أظهر من ذلك.
ومن أهم دواعيه (عليه السلام) لذلك تجنب الفتنة، حيث يعلم (عليه السلام) بما يترتب عليها من تداعيات وسلبيات على الإسلام والمسلمين.
ويشير إلى ذلك كلامه (عليه السلام) مع عثمان حينما دخل عليه بعد أن شكاه الناس له، حيث قال في جملته: ((وإني أنشدك الله أن لا تكون إمام هذه الأمة المقتول. فإنه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة. ويلبس أمورها عليها، ويبث الفتن عليها، فلا يبصرون الحق من الباطل، يموجون فيها موجاً، ويمرجون فيها مرجاً)) [2].
وقد كاد أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) يستوعب الخلاف، ويحلّ الأزمة بسلام، لولا سوء إدارة عثمان، وفساد بطانته، وضعف شخصيته، وتأرجح موقفه.
وانتهى الأمر بحصار عثمان، ثم قتله. بل المنع من دفنه، لولا استنجاد ذويه بأمير المؤمنين (عليه السلام)[3].
[1] تقدم في أواسط شواهد التحريف في العهد الأموي.
[2] نهج البلاغة ج: ٢ ص: ٦٩، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: ٣ ص: ٣٧٦ أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة: ذكر الخبر عن صفة اجتماعهم لذلك وخبر الجرعة. الكامل في التاريخ ج: ٣ ص: ١٥١ أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة: ذكر ابتداء قتل عثمان. البداية والنهاية ج: ۷ ص: 188 - 189 أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة. إمتاع الأسماع ج: ۱۳ ص: ۲۰۸. وغيرها من المصادر.
[3] شرح نهج البلاغة ج ۲ ص: 158، ج: ۱۰ ص: ٦. تاريخ الطبري ج: ٣ ص: ٤٣٨ أحداث سنة خمس وثلاثين من الهجرة: ذكر الخبر عن الموضع الذي دفن فيه عثمان (رضي الله عنه) ... الكامل في التاريخ ج:۳ ص: ۱۸۰ أحداث سنة خمس وثلاثين من الهجرة: ذكر الموضع الذي دفن فيه ومن صلى عليه. وغيرها من المصادر.