اختلاف عثمان عن عمر في الحزم والسلوك

ولكن تداعيات الانحراف في أمر السلطة بدأت تظهر للناس، لأن عثمان يختلف عن عمر بأمرين:

الأول: ضعف الإدارة وفقد الحزم، وسوء التعامل مع الأحداث.

الثاني: أنه توسع في إنفاق المال، وظهرت عليه وعلى زمرته مظاهر التسامح والترف، وقرّب بني أمية، ومكنهم في البلاد، وولاهم الأمصار، مع ما عرف عنهم من العداء للنبي (صلى الله عليه وآله) وللإسلام، والكيد لهما في بدء الدعوة، ثم النفاق بعد أن اضطروا للدخول في الإسلام. ولم يمنعه ذلك من تقريبهم، وتحكيمهم، فاتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً، وانتهكوا حرماتهم وحرمات دينهم، بتخالع واستهتار، بنحو لم يعهده عامة المسلمين من قبل.